شعر فصحى

ابراهيم جمال الدين التوني

حديث جاني لوردة


لا شيء يعادل
موتَ وردةٍ
-أهدتك إياها بنتٌ-
في كوب ماءٍ
على حافَّة الشُّرفة
-عسى تنطقُ
بما خبَّأهُ الخجلُ-
وردةٌ ناعمةٌ
وردةٌ تذبل أمام عينيك
وليس في الأمر حيلةٌ
سوى الحزن
وجنازةٍ تليقُ
بوردةٍ
تنام
منذ أعوامٍ
بين ضلفتَي
كتابٍ قديمٍ.


فقط
امنحني لحظةً واحدةً
أمرُّ على بائع الزُّهور
في الميدان الكبير
أشتري وردةً وحيدةً
للبنت التي لم أعد أرى
منذ أعوامٍ بعيدةٍ
لكنها تشقُّ الحلم كل ليلةٍ
برائحتها البكر
وتُخبرني عن لون الوردة
التي تحبُّ.

فقط
لحظةً
أستعيدُ الحلم
وأسأل عن لون الوردة؟
أو
أسأل البائع
عن وردةٍ
بلون رائحة البنت.


لستُ مندهشًا
الوردةُ التي اشتريتُها في الصَّباح
لم تحتملْ صمتي حتى الظَّهيرة
بُهتتْ من الضجر
نامتْ بجوار القهوة على المنضدة.
في المساء
فشلتُ في إيقاظها
برشِّ الماء
حتى غرسها
في كوب ماءٍ محلًّى بالسُّكَّر
صباح اليوم التالي
القهوةُ طازجةٌ
رأسُ الوردةِ
خارج فُوَّهة الكوب
جروح عند الرَّقبة
وورقةٌ ملقاةٌ
تُبرِّئُ كفيَّ من القتل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق