شعر فصحى

عبدالله راغب أبو حسيبة

راسبوتين مرة أخرى

  1. راسبوتين مرة ً أخرى
    ….
    لأنـَّك ..
    لم تتدرب كقردٍ استوائىٍّ
    كى تحتفظ َبقمةِ الأشجارِ
    أنت الآن تنزلقُ.
    ذيلُك لم يعد يقوى على حملِكَ
    عند التعلقِ بالأغصانِ.
    لك أن تغازلَ إناثَ القطيع ِ
    بذاكرةٍ قديمةٍ
    دون أن تبادرَ.
    أعرفُ أنك اعتقلت َالموكلَ بالموتِ
    فى سردابٍ سرىٍّ,
    له شرفة ٌ تُطلُّ على أصدقائكَ القدامى,
    تُطلُ على عروةَ بن الوردِ,
    وراسبوتين,
    اعتقلتهُ لأنه لم يستأذن عند
    دخولهِ غرفة َنومكَ خِلسة ً,
    كعادتهِ,
    فى غفلةٍ من َحُراسِكَ,
    يستأهل,
    لاتدعه ُيهربُ من قصرِك,
    واهرُب أنت ,
    نعم اهرُب.

    إنه ياسيدى يشربُ اعتقالهُ,
    نعم يذيبُهُ.
    اهرُب قبل أن يُفيق,
    دعهُ لنا,
    وكن جميلا ً.

    ثم لك كل الحقِ أن تنسحبَ
    من المعركةِ
    كجندىٍّ لم تعد بُندقيتُهُ تصيبُ
    اصطيادِ كراماتِ الأولياءِومواسمِ التكاثرِ,
    ورعشاتِ العارفين.

    انسحب فى كاملِ ملابسكَ الرسميةِ,
    ولن نكسِرَ خلفكَ زجاجاتِ النبيذ,
    سوف نصفقُ لك كفارسٍ قديمٍ.
    سوف نترُكُكَ تحتفظ ُ
    بهيبتكَ,
    وصورةَ عُرسِكَ,
    وفتوحاتك القديمةِ,
    وعناوينِ الفتيات اللاتى
    كنت تواعدهنّ,
    كن جميلا ً,
    واترك لنا الهواءَ,
    نشتمُّ فيه رائحة ًأخرى,
    وتطيرُ فيه ألعابُ أطفالنا الهوائيةُ,
    حرةً,
    سنصفقُ لك كنبيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق