شعر فصحى

منى محمد

لقد تعلمت الهروب جيداً
أصبح جسدي ليناً
وتخلصت من عظامي
لم أعد أتألم كلما انزلقت من الأعلى
أو تسربت من تحت الباب كبقعة ماء
لم أعد أتحطم بعد السقوط
ولا أنزف إذا انقطعت شرايين أحلامي

أنا الآن أعبر أنابيب الوقت الضيقة بكل سهولة
أتسلل من الباب الخلفي لليل
دون أن أصدر صوتاً يوقظ قلبك الغافي
ثم
أتكوم بصمت على الأريكة كل مساء
أسعل نجماتي المحترقة وبقايا صوتك البعيد

أنت لاتصدقني ، أعرف ذلك
كيف ستصدق امرأة مثلي
تترك أثراً ثقيلاً ومنغرساً لا يختفي بسرعة

لقد قلت لك كثيراً : أنا أكره الأثر

الحقيقة تحفر عميقاً
لاتُمحى
وصوت الضحك أشدّ قوة من البكاء

إنه موسم القهقة
واحد
إثنان
ثلاثة
هيا
اضحكوا
استخدموا أصواتكم المهجورة
اهربوا
تناثروا في كل مكان
أعرف أن أقدامكم قصيرة والطريق طويل
و هذا السباق لن ينتهي قريباً
لاخط للنهاية
ولاتصفيق
……

يموء الظلام خارج غرفتي
الهواء يصفع الشجرة
أفهم ماتقوله النافذة المغلقة
وارتجاف الستارة القلقة
أحفظ عتمتي جيداً
وأتجول داخلها بكامل شجاعتي …

حسناً…
الدفء غادر جدراني
والألم في رأسي مستمر
هنا
حيث ذلك الشارع المزدحم داخل قلبي
أشعر بالوخز
أنفاسي تحكّني
أرغب بأن أعطس جميع أحزاني العالقة في صدري
الآن
الآن

الظلام يموء دون توقف

من قال أن الينابيع مياه فقط؟

ماذا عن تلك الدموع
الدخان
التزحلق اللامنتهي
الغابات المقلوبة
أصابعنا النازفة
الصمت
المسافات والليل الطويل
ومن يمكنه أن يوقف هذا الحريق الممتد بنا إلى حيث لاندري؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق