عرائس الفخار
_____________
في ولادَتي العَدَميّة تَبْحَثُ القابلة ببئر أُمّي عَن سَفيْنَة
نوح، تعَبر البحار الكَثيْرَة وَتُروِّض أَنفاسي
في أَوَّل نَفَس أَطْلَقْته قُلْتُ الحَياة قَوَّادَة مُبجَّلَة
عاريَةٌ تَتلقَّفني الأَيْدي وأَنا أَنْزفُ الدَم
يلفّني الكَفَن، وَالمَراحيض البَشَرية تطْلق قَذارتها –أنثى-
النَحَّات الذي رَوَّض نَبضي، صَنَعَ الكَثير مِن العَرائس
الفَخَّارية التي تشْبه وَجْهي. كانَت الشَمس زَرْقاء
تشْبه عَينيّ، والقَمَر أَسود كَشَعْر رأَسي، لكنَّ البَحْر
ما يَزال أَحْمَر يَسيْلُ مِن بَيْن فخْذَيّ
لَم يَقْطف آدم تُفَّاحَتي الى الآنَ وَالقَبيْلة قَطَّعَت أَثدائي
يا للسَماء الخاويَة وَرَبّها المَجْنون
مَزَّقْتُ وَجْه الريح وَهَرَبْتُ مِن نافذَة الخَطيْئَة
أَبْحَثُ عَن عالم أُلوِّنه كَما أَشاء. البَحْر أَبْيَضٌ
القَمَر أَسْوَد، الشَمْس زَرْقاء والسَماء حَمْراء
كَيْفَ تَشْعر أَيّها الرَبّ والدماء تَنْساب مِن تَحْتك؟
رَأَيْتُ النَّحات يُلِّوحُ لي مِن نَعْشهِ، تُشيّعهُ قَوافل مِن العَرائس
الفَخَّارية، رَأَيْتُ الخَشَب يَجْهَشُ بالبُكاء
لَطَمْتُ على رَأَسي بقوَّة وَتَحطَّمْتُ
في هُويَتي كَتَبوا أَنا دُمْيَة مِن الفَخَّار
سَبَب الوَفاة: المَوت قَطَعَ رَأَسها
الحادثة: تَشْييع النَحَّات
ماتَ الرَبّ
فلتَحْيا القَبيْلة
الاء عبد الحي/العراق