ما بين الضّفّتين
—————
الآن قلبي راشدٌ بتمام يقظته
ما بين كل هدبة غروبٍ
وابتسامة شروقٍ
وتناوبِ تنهيدةٍ وتغريدةٍ
يعيش قصة خوفٍ
ورواية العصافيرْ….
ما بين الضفّتين
بأرْيحيّة مُحنّكة رُؤاها
يستقبل ذلك الانبثاقَ العظيمَ
الذي تهتز له عرائش القصيدةِ
لتنبت في مِعصمَيَّ
أجنحةٌ من ماءٍ
وتتدفّق من بين أشرعة الحُلمِ
أشجارٌ مائزة الاستقرارِ
حتّى قاع الهطول
تقف في أوجه الريحِ
المهرولةِ صوبي
من كل عاصفة عاريةٍ
من لون المطرِ
لأغوص في عمق عمقي
وأتنفّسَ شِعراً
برئةٍ ثالثة
~~~~~~~~~~~~~
ذاتَ بردٍ أخبرتَني
أنّ الشِّعر لا يعطي دفء التفاصيلِ
إلا تكملةَ عدد بين الحروفِ
ولا يُغني عن كسرة حبٍّ
طازجةٍ في يدِ رجُلْ…
أيها المارق عن جوهر الحقيقة
متى كان الحبّ يُؤتَى
من خلف أحجيات الأقنعة؟
لا أريدُ فتاتَ عشقٍ
و طيشَ نزوةٍ تتأبّطُ رغبتَها
ولا طيفَ رَجلٍ
مُعلّقٍ بمظلّة هبوطٍ هوجاءَ
بساقٍ ما تزال في الهواءِ
وأخرى على الأرض قلّما ترتكزْ…
الحبّ أن تعيد رسمَ شامةٍ
في خدّي أذبلَها الخريف
أن تزرع في قلبي
حقولَ تفاح وزيتون وأشواق
أن تجعل أصابعي
تعزف سوناتا العبق
حينها …تتورّد المعاني
و يضحك الوقتُ مثمراً
أكمامَ شعرٍ وعشق….
قل لي
هل بالريح يُكتب الحبُّ
وأنت زوبعةٌ طائشة ؟
نعم ..الآن قلبي في أتمّ النّضوج
والشعر ثوبي
إذا ما تعرّت الجموع …
،،،
نبيلة الوزاني