الساحاتُ للأبقى:
عبدالكريم كاصد
كثيراً ما نبحث عن العدوّ
الجالسِ معنا
مزيّناً بالنياشين والرصاص
الذاهب معنا
بحثاً عن العدوّ
*
كلُّ شيءٍ هنا هادئٌ:
إطلاقاتُ رصاصٍ عابرةٌ
بضعةُ موتى
ومصابون
وهذا ما يحدث دوماً
*
– ذلك الذي يحمل لافتةً
هل تذكرُهُ؟
كان لافتةً يوماً
*
المآتم كثيرةٌ هذا العام
فلماذا أيها الغراب الناعق
تظنّ رقصة الضحيةِ عرساً؟
*
حين عُثِرَ على نجل رئيس الدولةِ سكران.. يتقيّأ في مدخل مترو، قال الأبُ مرتدياً ثوب الحكمة:” كم تبدو تنشئة الأبناء أشقَّ من الحكم!”، وكان محقّاً هذا الوغد.
*
قال القاتل
وهو يقلّبُ أوراقَّهُ:
هل يحضرُ جلستَنا الموتى؟
*
لا أحدَ يسمع
انصتوا..!
الجميعُ يتحدّثون
*
“الساحات للأبقى”
يقولُ النُّصُب
وهو ينظر بعينين ماكرتين
إلى العابرين