و مثلك يا شعر ها أنذا.. بعثرت ملامحي فيك..
و ها أنا أجمعها..
لم أقصد أن أكسر المرآة..
لكن الشظايا كانت أقسى..
أو ربما.. كان قلبي أرهف من أن يتقبل الأمر..
لكنه تقبل الشظايا برحابة صدره..
كما تعود أبدا..
أحيانا .. لا نقصد أن نترجل عن الوقت..
و الوقت صانع النهايات ..
يا شعر.. لا ألوم نفسي فيك..
و أنت الذي لقنتني كيف أُنطق النجوم.. بما بذرته في من نثار الريح..
ليس ذنبي إذاً.. أن نشيدها حزين هذه المرة..
.. لقنتني.. كيف أحيل السماء جنتي..
و أحملها في مئزري.. لأريها لمن لا يؤمنون..
كالتوت البري.. في شجر مكلل بالثلوج..
كان قلبي يوزع الموسيقى..
الخيال غاباتنا الاستوائية الواسعة..
و نحن أكبر من دمعة بقليل..
و أدفء من ضحكة مجنونة حين يأتي المساء.. مواسمنا الغائبة..
قل ما شئت…
وحده الحزن صامتا.. يحلق في الأعالي..
و أنا هناك.. ألتحف الظلال المرئية للحالمين..
و أحرك الدمى في مهب الفراشات..
و يا قلبي الطفل..كن هادئ النبض قليلا..
كفاني ما أتعبتني فوضاك..
لجوجتك تكسر الأشياء..
و الريح تفتح قلبها فينا .. لموعد لن يجيئنا أبدا..
الفرح موسمي الغائب.. و أن أبذره في ثنايا الحقول ..
لعل قلبا ما سيدعو لي..
حين تنبت زهرة عامرة بالبتلات..
في حافة مطلة من جبل..
شاهقا كان.. جبلي.. و عامرة حقولي..
تلك كانت أدمعي.. تفيض دون أن أدري.. مبتسمة..
ليس الحزن وحده.. يبكينا..
و لا نبتسم دائما من فرح..
وحدها عيوننا مرجعية السر في لحظة الوداع..
يا طقس الحقيقة..
ما سر هده الارتعاشة يا ترى..
الجو ليس باردا في الداخل..
لكن النافذة المقابلة لي..
تمرر لي.. مزمورا حزينا..
لمشهد أطلَت عليه ذات يوم..
و أبصرناه معا..
موت هذا الذي يشبه مغيبا في الشتاء
و موت هدا الذي يرتجف ارتعاشة برد من فراغ..
الفراغ أن نرانا.. دون مشهد نطل عليه معا.. هذه المرة..
سليمة مسعودي – الجزائر