الثقافةشعر فصحى

امبارك ابراهيم القليعي

مصر

كمختل ترقص علي الطين

ظللتَ تحفرُ عمقكَ
بمعولٍ من نارٍ
وتخلقُ تاريخاً جديداً للفعلِ
وتعيدُ فتحَ الصناديق التي أغلقها المتنبي قديماً
وتمهدُ لقراءةِ الروحِ والجسدْ
غير عابئ بمن كانوا يتألمون
من عثرةِ العدو في صحراءٍ لا نهائيةْ
تعرفُ جيداً كيف تُخرجُ الأعضاءَ من مستقرِها
ثم تعيدها بحرفيةٍ فائقة
لم يكن لقائي بك محض صدفة
رغم أنه كان .
كم أنت جبارٌ في رسم ِالطرق
وهندسةِ الغدْ
لست إلهاً رغم أنك تحمل روحه
ولست شيطاناً رغم انه يحتويك
كمختلٍ ترقصُ علي الطينِ
وتنامُ كمجذوب
الصوفيون يرفضونك
يرمونك بالفسقِ علناً
وبالفجور
وربما أعدوا المشانق لقصائدك
التي تركتها محفورةً بأفخاذِ النساء
لست مهموماً إِلاَّ بعالمٍ خلقته بخيالك
وضربتَ له سياجاً من النهود
عالمك محض افتراء
هكذا قال الكارهون
واكتفوا بالمكوث تحت حائط قديم
يستقبلون شمس الشتاء
ويخططون علي التراب لحرب
ربما تسقط فيها قتيلاً
لكنك لا تموت يا صديقي
سمعت في مذياع المدينة
أنَّ ريحا ً هزتك ذات مساء
ولم يكن بجوارك غير قلم
قيل أنك اتخذته عكازاً
وأنَّ رطبا ً يتساقطُ من حروفك
فامتلأت بطون الفقراء
المريدون حولك كثرٌ
يزدادون كل طلعة شمس
يا لكثرة العوالم التي أُنشئت حديثا
البنايات التي تُقبلُ الغيوم
وترش حنينها علي الوجوه
السماء قريبة جدا
هاهي نجمةٌ تتعري تماماً فتلمعُ
تُلقي علي العيون بريقها
فتبتسم الملائكة
ألهذا قيل عنك قديسا
يسير من خلفه الأتباع
فينتشرون كجراد في الأرض
ويشربون من كفك ماء الخلود
الكارهون ينعتونك بالمرض
فيصنعون من بغضهم مصلاً
لكنهم يمرضون
ها أنت تضاجع الرؤى بشجاعة
وتتخذ من الحقيقة مطية
ومن الواقع عدوا
تسعي قدر ما شئت لقتله
رغم أنه الغريم الذي لا يموت
فكم من رؤوس
تدلت مشنوقة علي أبوابه
وكم من مغرد مات
********
أمبارك إبراهيم القليعي
قنا
إهداء للصديق الشاعر
محمد عيد إبراهيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق