الثقافةشعر فصحى

سلام حلوم

سوريا

الطريق

انظروا إليه
كم هو لدنٌ ورشيق ؟
يدور على الدنيا بكاملها
فلا يدوخ ولا يستريح

انظروا إليه
كيف يعبر كلَّ الفصول
عارياً
إلا من تلابيب المسافة ؟

انظروا إليه
كم هو مرهف ؟
لا يتحاشى
حتى مشاوير الورق
كم هو نافذٌ في البصيرة ؟
يرانا من خطانا

انظروا إليه
كم هو بلا نهاية ؟
كم يخلّصنا
من وهم المنتصف؟
انظروا إليه
كم هو صلد وجسور
يشقّ خصور الجبال؟
كم هو رقيق
يجاوره وردنا؟

انظروا إليه
كيف على مهَل يعدّ الجهات ؟
وبلمحة نتناولها
بمنعطف يغيّرها
ونبقى نشدُّ لواحدةٍ رحالنا التي من غبار؟

انظروا إليه
كم لا يتراجعُ ؟
ولو كنقطة سوف يعانق الأفق
وكم ، أكواماً من لحم وحلم
نتقهقر
حين يُسحب من تحتنا كبساط ؟

انظروا إليه

من منهما يحملُ الآخر
الأرض بطولها وعرضها
أم هو بيده الواحدة ؟

انظروا إليه
كيف لا بدّ أن يلتقي بسواه ؟
كم علَّمنا أنّ المتاهة بالعزلةِ ؟
كم يعلّمنا الوصالَ لا الوصول ؟

انظروا إليه
منداساً
ومهاناً تحت زافت الحظّ
ومن أوّل قطرة
يفوحُ بالمطر
انظروا إليه
باعوا على طرفيه الحرير
وما زالت له شِعابه
تجرّ عليها ذيولَ أثوابها
عرائسُ القزّ

انظروا إليه
كيف يجرّونه وراءهم كذنَبٍ
يرسم في الصحراء دوائر
لا تسكنها إلا
زوبعاتُ
الرحيل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق