الاستعارات مضجرة . غدت مثل كاغط تعليب شفاف بألوان صارخة .
لذلك سأحدثك بواقعية مباشرة .
حين قلت لك أني سعيدة . فكنت أصف لحظة خاطفة التقطتها اللغة من شريط طويل . تلك اللحظة التي كتبت فيها الجملة لم يكن لها وجود من قبل ، ولم يعد لها وجود من بعد . كانت التقاطة لحظية مثلما تلتقط الكاميرا شعاع لحظة لتوثق ابتسامة ما ، أو نظرة محددة ، و ملامح ثابتة للحظة خاطفة لا تتعدى الثواني .
معنى ذلك أنه من الغباء أن تبني تصورك أو موقفك على لحظة لم تكن موجودة فعلا .
كذلك حين أكتب أني حزينة أو مشوشة أو أفكر أو أي شيء آخر … فالأمر لا يعدو تلك اللحظة التي ألتقط فيها لغة تصفها .
أما شريط الحياة فيتلون بالتغير الشديد الكثير ، و التفاصيل الدقيقة المختلفة بلا توقف .
هل معنى هذا أن الكتابة كذب ؟ .
بالعكس .. الكتابة و التعبير عن الذات بالضبط ، صدق شديد .. لكنه صدق لحظي . التقاط خاطف من سيرورة كثيفة متنوعة ، و من غير المنطقي الحكم على السيرورة من لقطة خاطفة ..
هل يمكن إذن معرفتي مما أكتبه ؟
قطعا و بكل واقعية : لا
فدع عنك تخمينات لن تكون ذات معنى إلا إن كانت الحياة فعلا لقطة ثابتة لا تتغير . فلستُ جثة ، و لستُ لقطة فوتوغرافية … و مؤكد أني لست جملة اعتراضية بين حياتين .
.
.
أخبرني بكل واقعية إذن : هل جعلك القتل أفضل ؟ أعني أصدق ؟
.
.
