أجيد الضحك على مدامعي
و أجيد نسخ السعادة في غير أماكنها
تدقّ قيامتي بكلّ ميعاد
و أقف لأجمعني من حيث انتهيت..
تبهرني ألوان قوس قزح
و أسأل نفسي مرارا
لو كنت لونا ترى ماذا أكون؟
أو لو كنت نجمة
ترى بأي ركن من السماء أشع؟
وبأي ليل أنوح؟!
يسحبني حضن السماء الرماديّة إليه
يسحرني دوما و يهزمني الوقت
يلتهم ترددي لأتجاهل شغفي
و أنسحب بشهوة مقيتة
انسج عالما متوحدا فريدا
أرصف الوسائد القطنية على الأرائك
أحاسب الصمت
كطفل يحتل الأشكال بذاكرة طرية
يعانق الدوائر يرسم وجه أمه بداخلها
يسكب لون الدم و الحب
تحمر الأوراق و تحسب أن أطراف أصابعه تنزف
لكنه يبتسم
يقتل كل شيء دون أن يعلم..
ينتصر لنفسه دون أن يعلم..
يغرق في بوحه و يختصر القصيد
بلا قوافي بلا دهشة
الصدق تعويذة سرمدية
يخلّد الهوامش و يصنع الآلهة .
الصدق يضمّد الفقدان
و يكمّد الجراح
لا نوافذ و لا رياح تسرق منك الدفء
إن كان قلبك بشظايا الانتظار يحترق..
لا حواجز تحرمك النبض
ما دمت بعقارب الزمن تحاصر الحنين.
الكون كذلك ينام حين نؤمن بالأنفاس
و العطور و الأصوات.
نتجرد من حاسة اللمس و البصر .
و انغمس في ترتيب ملامحي ، و ترويض الأحزان
و تقليم مخالب أوجاعي
أجيد الاحتضار بصدق
و ذعر يهبني الاستمرارية الشهية
كي لا أخطئ بصبايا الضحك فتنهشني ..
و أتعثر بأشباه اللذين رحلوا فتجلدني ..
كي لا أكتب حروفا ثم يمحيها الغياب ……
شغفي بطعم الألم
علمني كيف أصطنع من هشاشتي جناح النجاة
فخنتٌ كل ّ الأشياء التي خشيتٌ يوما أن تضيع مني
فتحت لها مسامات جلدي لتفرّ كالعرق المالح و تكسرني.
أدركت حينها أنني أعيش من دون الخيبات
و أنني أجبن من أن أغادر الحياة
لأجل دمع انهمر
أو قلب انفطر
أو قبلة عرجاء
تلك الأشياء التي اصطنعتها لنفسي
اليوم قتلتها من أجلها
كي تتحرر مني
و تحررني .
لا شيء ينهينا سوى أن تنتهي الرغبة
أو ينتهي الجوع
أو الشبق
أو الماء أو الخمر