وهم
تخيل إنّ الإله
رجلٌ بسيطٌ متقاعدٌ
جالسٌ على ناصيةِ الرصيف
يراقب المارة؛
بيده رغيفُ خبزٍ
يلتهمه رويدًا…رويدًا…
ما هو بجائع
بل يتذوق طعمَ الدفء
ينظر إلى الساعة…
كم مرَّ من الوقت؟
أين صديقي السكران
لأدلّه على بيته
أتركه يتكئ على كتفي ليستريحَ
ماسحًا ما على كتفه من همومٍ
علقت عليه من مشوار اليوم…
أين هي صديقتي السمراء؟الشقراء؟
ذات الطول الفارع…
تتأبط ذراعي وتسير معي إلى الحانة
أرتشف الرحيقَ الخمر من شفتيها
قبل أن تلامس شفتي
كأس النادل،
أين أنتم ياصحبتي الصعاليك
لنمتطي الجواد ونغتنم بقافلة قريش
ونوزع الغنائم على فقراء القبيلة
أين أنت أيها الطيب الوديع
لتحمل من كتفي حقيبتي
وتسير معي على مهلٍ الى المدرسة…
أين أنت أيها الوسيم؟
لتستفزَّ عصافيرَ نائمةً على صدري
وتفتح أزرارَ الشهوة
لتدلى عناقيد الفضة
خارج ثوب الحياء
وتروي ظمأي…
أين أنت لتصطحبني إلى البحر
في ليلٍ مقمر؟
لننتشي بالحبِّ
نهمس إلى البحرِ
إنَّ الربَّ الشرير مات
وربُّنا الجديد
صبيٌّ ينام ملءَ العينين
على ضوء القمر.