الثقافةشعر فصحى

داود السلمان

الغارقون بأحلامٍ منفية
داود السلمان
في مقابر الارصفة
ينام المعدمونْ
هكذا:
مُدثرون بأجسادهم العارية
غارقون بأحلامهم المنفية
كمطر الصيفْ
لا يأتي بالزوابعْ.
جليدُ الحرمانْ يلسع جباههمْ
تنام نصف أعينهم
ويبقى النصف الثاني
محملقٌ بجدار السماء
تورقهم لسعة الحضور بدهشة
الى متى:
هم يتسكعون في أزقة الاهمال؟
وطرق الحرمان؟
لصُقت جلابيب العوز على جلودهم
وتخُمتْ بطونهم بسياط الجوعْ
ينتظرون امطار السماء
في موسمِ عقم الغيوم
الغيوم لا تلد ريش النعامْ
أنهُ سرابُ القحطْ
لا إيقاع للانتظارْ
الانتظار فزاعة الوقتْ
الايام المشروخة لا تعي معنى الانتظار
فهي كسمفونيةٍ صمّاءْ
لا يعيها الا المبعدونْ
الحالمون بنشوة الدفءْ
في زوايا المنفى
حتى يعرجونَ الى ملكوت الغيابْ
هل يعني: إنَّ السماء أجدبتْ
ولم تفض الغيمة بكارتها
ولم تعرج بالمخاض؟
أنهُ عصر الذبولْ
فحتى الورود نزعت جلبابها
وبانت حلمة عطرها
مطعونة بالجفاف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق