■
لأحافظ على الدقائق الأولى
من حبي لكِ،
تجلسين هادئة
و تسرع الموسيقى كأنها تنعي أحداً
ثم يبدو أننا اخترنا مكاناً
صغيراً من العالم
لا يسع نصفَ الحديث عن أنفسنا
لكنه مكان غامض مثل مصير عازف مريض
فلو مددتُ يدي لاصطدمتْ بخشبة الباب
و لو مددتِ يدك لاصطدمتْ بفمي!
▪︎▪︎▪︎
نبهتْ أمٌ ساخطة
ابنها :
الحب يحرقُ العين و الفم و الأنف أيضاً
فخطر له أن يقول لها :
امنحيه اسما آخر
قبل أن أتلف وجهي !
▪︎▪︎▪︎
الحكاية تبدأ هنا
استيقظ النائم ، رتبَ فرشه
و رحل بلمح البصر
ثم اكتشف الآخرون بعد ذلك
أنه فعل هذا كله في الليلة الماضية
و ظلوا يضربون الطرق
لعله نسي أن يخفي قدماً في مكان
لكن الرحالة
يخفون آثارهم مثل القتلة
و هكذا ظلت الحكاية ناقصة
ليمكننا أن نقولَ ظلت الحكاية ناقصة إلى الأبد !
▪︎▪︎▪︎
هذه الجمرة ملتهبة بحجم الكف
لكنهما
أي الجمرة و الكف
سيتجهان إلى طريقين متباعدين
الجمرة نحو رؤية قدرها العادي
و اليد نحو معرفة الألم !
▪︎▪︎▪︎
أحبك حتى بعد أن يحتفل العالم
بمرور مئة عام
على ولادة طفل بجسدين صغيرين
جسد يكتشفه من أجلكِ
و الآخر يضعه
خلف الباب
لتسلية الأطفال الغرباء!
▪︎▪︎▪︎
قيل لقطارٍ هرمٍ
كم عمرك؟
أراد أن يقول عمر المدن القديمة
التي نسيت نهاياتها
لكنه قال :
عمر الشعوب الملولة التي اعتبرتني بيتاً !
▪︎▪︎▪︎
تلبّسَ رجل
شكل شجرة ليفاجئ حبيبته
لكنها لم تصل ،
ظل ينتظر ساعتين أو أكثر
و راحت تتبدد الشمس
على رأسه،
ضيع فرصة طريفة من يده
لكنه من أجل إكمال اللعبة
تلبس
في اليوم الثاني ظلاً !
▪︎▪︎▪︎
أنك وحيدة أيتها الأرض
مثل فم مفتوح
فالفم المفتوح لا يقول:
اعطني
يقول:
اخرجوا الإبرةَ
من بين أسناني!
▪︎▪︎▪︎
يحلم أحدنا أن تكافئ امرأة حرمانه
و ترقص له
حتى عندما تقصف الصواريخ
منزلاً قريباً
كما يحلم الطفل المرير
أن يسافر مع خيط طائرته
الورقية إلى لريح !
▪︎▪︎▪︎
يا بلاد الرفقة السيئة
جسدي ترهل ،
و شهيتي ليست في أفضل حال،
و الرجال يتمنون
المتعة فقط
أنا الحزينة في القافلة
حتى عندما أجد أحداً يصلي من أجلي !
▪︎▪︎▪︎
تطبع إحداهن قبلة على زجاج
فيجيء السائح
يتفحصها
ثم يتلمسها
ثم يتأملها مطولاً
أن القبلة المجهولة
مثل الجريح وقد نسي الطريقة التي يوقف بها الدم!
▪︎▪︎▪︎
بدأ الإنسان الأول
يركض مسرعاً
فتصادفه حجرة ضخمة
ليقف
و هكذا ساعدته المرأة التي ترافقه
مرة بعد أخرى
على تعلم المشي !
■■■
#عامر الطيب/ العراق