لم يكُنْ سوى فزَّاعةٍ
من لحمٍ ودمٍ؛
فوقَ رأسِهِ قُبعةٌ من قشٍّ
كانتْ لأبي من قبلُ؛
يستخدمُها كغَيمةٍ
حينَ يفركُ عينيهِ الممتلئةَ بقَمحِ الشِّتاءِ وسربٍ من عصافيرِ الجنَّةِ،
يتدفَّقُ وجعُهُ بغزارةٍ
وربَّما تعثَّرَ
لأنَّه لا يُغادرُ منزلَهُ كثيرًا !
إنْ تقدَّمَ خُطوةً
يخشَى على الثَّانيةِ
أنْ تأكلَها القططُ..
من أصابعِهِ تتساقطُ الحَلوى
على هيئةِ قصيدةِ نثرٍ،
وحينَ يداهمُهُ الجوعُ
يلتهمُها ثمَّ يبكي
لم يشعرْ بالجزَعِ
إلا حينَما سألتْهُ زوجتُه:
هلْ سبقَ وقتلتَ حبيبةً لك؟
– للأسف، كثيرًا ما فعلَ
حتَّى أنَّه سبقَ وتواطَأَ معَ زوجةِ جارِهِ
-الَّذي لا يكفُّ عنِ النُّباحِ-
على أنْ يربتَ على كتفيهِ برفقٍ
كي ينتصبَ ذيلُهُ
ويبتسمَ مرَّةً أخرى.