الثقافةشعر فصحى

أحمد بيومي

مصر

منذُ الحادي والعشرين من فبراير 1865
أي قبلَ مولدي بقرنٍ تقريبًا
وأنا أتباهَى
أني أربِّي في حديقةِ منزلي ديناصورَ
يشبهُ الجدَّةَ
يجيدُ سردَ ”الحواديتِ“ القديمةِ وفكّ الأحاجي التي تستعصي على الكثيرِ منْ أبناءِ قريتي السُّذجِ
كما أنّ له غمَّازتين كبيرتين
تمنَّيتُ أنْ يكونَ لديّ مثلُهما
أو على الأقلِ حينَ أموتُ
أنْ أُدفنَ في ظلّ أحدِهما.

عزيزي الديناصورَ
لا تستغربْ
لا يبردُ الجرحُ ولو نفختَ فيه
وحينَ تتجوَّلُ بجرحٍ غيرِ ملتئمٍ
يحدثُ أنْ يسقطَ الظلّ ويمتدّ حتى يصلَ إلى الحلقِ ثمّ تختنقَ
لا تخفْ من ظلِّكَ ولا تعشْ فيه
عليكَ أنْ تستبدلَه بقنينةٍ منَ الكونياكِ الفاخرِ
أو بعاهرةٍ من شارعِ عمادِ الدينِ
تستخدمُ اسمًا مستعارًا

لا تنتظرْ أنْ يركدَ البحرُ
حتى تعلنَ لها أنَّكَ قبطانُه
مارسِ الحبّ دونَ أنْ تطلعَها على سرِّكَ الكبيرِ
أنَّكَ لستَ ذلكَ الرجلَ الضخمَ
بلْ أنتَ ديناصورُ صغيرٌ
ينتظرُ دورَهُ لينقرض..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق