الثقافةشعر فصحى

نجلاء مجدي

مصر

-1-
أريد أن تهديني في عيد ميلادي
مدناً بلا حدود فيها :
-غابة سالمة
-مساجد وكنائس تتعانق
-بحار وشواطئ هادئة
-عواصف قليلة الانفعال
-شوارع تتقيأ الحوادث
-أراضٍ تبتلع الحروب
-نسمات طرية على القلب
-عصافير بفيونكات طفلة
-أطفال بارعون في طرد الظل الذي يسير خلفهم
-عرائس ماريونت تجعلني أزحف إلى طفولتي
-سيمفونيات بيتهوفن لأتخلى عن الموسيقى التي أصابها الشذوذ
لست طماعة
لكنني أحلم أن تكون وطناً آمناً أفتقده في عالمي هذا

-2-

الشاعر الذي حاول بيع نصوصه للغير
واتهموه بالوقاحة
كان لديه مبرر آخر لصفقة البيع
حيث خشى ترك نصوصه
تعانى الوحدة بعد رحيله
مثله تماما

_3_

استخرج ماضيا من كتابة ليتلوه على حبيبته
محاولا هدم الجبل الذي يثقل قلبه
منذ انقطاع حبله السري
يلتف حول رقبته خيط متين لا ينتهي
فلا تطلق حياته او موته
أخبرها أنها لوزة قطن ستصبح معطفا لغطائه
وأنه يريد اطعامه بالحب بدلاً من العشب
فاشترطت فى المقابل 200 جرام من الذهب

-4-

في المقهى الهادئ
أجالس شجرة على طاولة واحدة
ينتصفنا فنجان ملئ بالشعر
تتجرعه كل ربيع
لذا لم تخش الموت الدوري في المواسم
أنا على نقيض ذلك
لا أشرب الشعر أبدا
محرما عليّ كتحريم الخمر
ودائما أغامر بهجرة غير شرعية إلى الموت
نحن نتفاوض الآن لفض النزاع
ربما نتقاسم في المعاناة والجمال

-5-

الجحيم يبحث عني في غرف البيت
لديّ هدوء أعصاب مستفز
لم أعد بحاجة لإقتناص البروتين من طموحي
لأستأنف الطاقة
أهرب من ذاكرتي في القيام بالأعمال المنزلية الشاقة
للتخلص من التشوهات النفسية
الناتجة عن خلل الكروموسومات
لكني أتساءل بحيرة
بماذا يفوز الجحيم بعد أن تنتهي أهدافه
في هذا الغبار الكوني ؟!

-6-

ترقبت بالصدفة طفلي
حين أخذ صلصالا من صندوق ألعابه
بنى هرما
ليضع داخله كل تأملاته
وقتها تذكرت الأحلام التي
تهرمت ثم ماتت داخلي

-7-

ربط الرصيف في قدميه وجره خلفه
وجد هذا أيسر بكثير
من انتظار ثقيل على القلب

-8-

يضعون رفات هذا الآدمي
تحت عجلات المترو
وفي خزائن الذخيرة
وفي معاطف رثه
وفي شبكة سمك راسبة في قاع البحر
وفي بطاقات دعوة لنصر زائف
وفي دلو على شجرة نائية عن أعيننا
كوجبة لغربان صائمة
تزامنا مع انشغالهم بتحنيط رفات الحصان الروماني
الذي عثر عليه مفتشو الأثار

-9-

تسألني طفلة:
كيف تكون في هذه العلبة فِيل
قلت لها :
هذا الفيل مثل أمل ينمو داخلك
بحجم تلك الكرة الارضية

-10-

تحدثت مع رجل خرج من قصيدتي
كان العتاب مِتراسا بيني وبينه
قلت له :
انها سكرات الحياة الآن تحتضر
ها أنت تسقط من عيني
وتنسحب رويدا من مفاصلي
فأحس بانتعال الريح دون رهبة من الإغماء
تعلمت أن الأرجوزات لا يبكوننا رغم سخافة مواقفهم
سأضحك الآن لألتقط صورة سيلفي
تليق بوجهي الجديد
احكم غلق الباب خلفك جيدا
ولا تعد بعد أن يأكلك الجراد
وأشكرك لأنك أتممت نصي الأخير

—–
نجلاء مجدي
مصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق