شعر فصحى

أحمد المريخي. /مصر

هكذا

هكذا
أحمد المريخي
كلُّ شىءٍ صار قاسياً
حتى العربةُ التي انفردت بالسائق
تضنُ عليه بالحياة
فيمسي هكذا؛
“إذا أشارَ لعربةٍ تقفُ مُشقفةً
وإذا صَعَدَ الباصَ أخلوا له مقعدا
بينما تنتظرُ عيونُهُم ابتسامتَهُ
كي تمطرهُ بالعذابِ المُهين”.
وهكذا الشجرةُ التي كانت ظلالُ العابرينَ تستحمُّ فى جسدها؛
ابتلعت الأرضُ ظلاَلها، ونامت أغصانُها تحت الجذوعِ
فمارَسَ الريحُ لعبَتهُ
كرملٍ يسحبُ خُفَّهُ من قدمِ ناقةٍ شاهقةٍ؛
وهكذا
خلعتْ آخرُ سيجارةٍ جسدَها في دمي
وحبيبتي تحملُ حقائبها
وتوصدُ البابَ جيداً؛
والمسافةُ- لمَّا فتحتُ البابَ- شاهقةٌ
لكنني
تساقطتُ كرمادٍ
وروحي في حقائبها؛
وهكذا ابتزنى صديقى الذى آب لى كأرنبٍ مذعورٍ
يعرفُ أن سيدةَ الدارِ تتربصُ به
وأن لحمَهُ حلالٌ
لكننى صدمته بـ (هكذا)
وهكذا صار كلُّ شيء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق