في زمنٍ مضى ..
– كنا نواربُ الأبواب قليلاً
لتعبرَ بعضُ الرجاءات الطيبة
ونجزعُ من فكرة الصوت
عند التكلم خلسةً
– كنا ندرِّبُ الشبابيك
على الانتظار الطويل
كي لا يصدأ الدمع
على الأفاريز المهملة
– كان لخطونا لون السواد
في السراديب المعتمة
لذا .. كان النور بعيداً
بعيداً كنصف حياةٍ
مبهمة .. ونصفٍ آخر
مهشَّمٍ تماماً ..
– كان الوقتُ يباساً
مع اخضرارٍ باهتٍ
في العيون ..
الدمعُ كان خفيضاً
بلا صوتٍ ..
نبتسمُ في المرايا
والصور العتيقة
نتوهمُ فرحاً قصيراً
وندحرجُ فيما بيننا
الضحكات
كأنَّ الحزن متسوِّلٌ
نغلقُ في وجهه الأبواب ..
– كنا أكثر من وجعٍ
أقلَّ من ضحكةٍ
نهشُّ الخوف عن آذاننا
وننام ..
– مدورون مثل عجلاتٍ
نلتفُّ على خرابٍ دامغٍ
تهرسُ رؤوسنا الطرقُ
والأرض التي ما وطئتْ
يوماً حزننا ..
إلا الزوايا المعتمة
وفراغٌ دائخٌ يدورُ
كريحٍ حولنا ..!
– كنا أكثرَ من فرح أبٍ
أكثر من حزن أمٍّ
وحيدةٍ بين الجدران
نناول بعضنا مرَّ الكلام
ولا ينقصُ الدمعُ
في الأفئدة
ولا على الأرائك الرثَّة
أو في المواويل القديمة ..
ولا المرارةُ عندها تنأى .. !!