شعر فصحى

محمد سالم مصر

لعلك غاضبة

لعلكِ غاضبة، ولعلكِ الآن تجلسين وسط الرماد بين الأرامل،
تمررين أصابعكِ فوق رؤوس اليتامى،
ولا تكتمين سخطكِ علىّ،
كنا ثلاثة، محملين بالأمنيات،
إلى أن وجدنا حريقاً،
سألنا،
فقيل لنا،
(إن وحشاً فى المدينة، يهلك الحرث والنسل(
قلت هل انشقت الأرض عنه، أم أنزلته السماء؟!
قيل بل جاء من البحر، بعدما أخذ كل سفينة غصبا،
فخرجنا بالطبول لنلقاه،
كان يحدثنا، ويأكل طعامنا،
فجأةً خرجت النار من عينيه،
واستدعى جنوده من الغابة.
لن أكذبكِ القول،
كنت خائفاً،
لكننى حين تخيلتك تُغتصبين، أو تنحنين لتغسلى قدميه،
تغلبت على الخوف،
وبينما أحدث رفيقىَّ، قال واحدٌ،
(أنا سأنصرف، لأطمئن أن ذلك الأرعن لم يفسد أصابع البيانو)،
ومضى
فقلت لمن بقى،
وكنا على وشك دخول المدينة،
وكان عارفاً بلسان الوحوش،
(اذهب لتشغلهم)،
وتخفيتُ،
ثم تسللت إلى القصر،
وبينما أوشك أن أقذف الرمح،
وجدتنى فجأةً أسقط فى هوةٍ يحجبها الورد
فهل تعرفين أن الذى أسلمنى، هارون أخى؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق