الثقافةشعر فصحى

فواز القادري

المانيا

يتغيّر المكان ولا يتغيّر القلب 111

وأنا عائد من القصيدة
أجدني فارغا من كل شيء
كل هذه البلاد التي تسكنني
تبخرّت بربعها الخالي
حتى الصحارى والرمل الساكن في عيون البدو
كل المحطات التي قبّلتني وعانقتني في اللقاء
النساء اللواتي مررن بي وتركن قلبي يلهث
الصبايا بحمرة الخدود والشفاه
الصغار بالضحكات اللماعة كالبرق
بالكلاب التي تنظر نحوي وتبتسم
بشيوخ ثرثارين مصابين بوباء الوحدة
بالضوء الخافت والموسيقى التي تعمّدت بهديل الحمام
بجزر الأقزام وكهوف السكلوب
أنظر خلفي إلى أشرعة القصيدة وهي تبحر إلى المجهول
إلى شعراء ينظّفون موائد السلطان من فضلات الطعام
إلى قراصنة هجروا البحار
وسكنوا في معسكر الطغاة
إلى البحّارة المعتزلين
يحتسون مع نسائهم نخب الليل
الشاعر ليس له أن يختم القصيدة
يُشرع الجهات ويطلق الأحلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق