▪︎
يبادلني النهرُ الحبَّ
و تبادلني الشجرةُ الحبَّ أيضاً
و بإمكاني أن أعيشَ معهما علاقة أكثر أماناً .
لكني أحبكِ
لأنكِ قادرة على أن تصيري شجرةً
إذا أردتُ أن أشربَ
و نهراً إذا أردتُ أن أتخلص من
حجرة صغيرة في يدي!
…
ذهبت إحدى أخواتكِ
إلى رجل يشبهني
و طلبتْ منه أن يتوقف عن حبكِ
و قد وافق الرجل الذي لا يعرف شيئاً
عن الحكاية
و كتبَ لك رسالة أيضاً
شرح فيها أسرار يأسه
و خوفه من أن يرافق امرأة
إلى الحبس،
لكن الرجل الغريب
ظلّ يفكر أين سيعيش
إذا استطاعتْ إحدى أخواتك إقناعي أيضاً ؟
…
النوم مع الدب القطني الصغير
أفضل من النوم مع امرأة
تحك ظهركَ،
أو تشعل الضوء لتوقظك،
أو تلمس مكاناً في جسدك المعتم
لتتأكد من أنك مازلت ضعيفاً
أمام الأصابع و الأوهام ..
أنت توههما أنك نمت
منذ دقائق
فتسحب الدبة من بين ذراعيك
و تقذفها من الشباك
إلا أن الليل ليس حياة كافية
لأن تكمل لعبتك المفضلة
من أجل إعادة الدبة إلى البيت !
….
أنا كسول و لا أفكر
أن اقبلكِ الآن
فينبغي عليك التحدث معي
عن الحب الصعب الذي يجعل
الرجال يبكون وهم يقبّلون
أو عن الحب السهل
الذي يجعلهم يبكون فقط!
…
نامي كما لو أنك تكتبين شعراً
دعي عينيك مفتوحتين
و اشغلي ذهنك
بالتفكير في الأشياء عن النظر لها
ثم اغمضي عينيكِ
كأنكِ كتبت شيئاً يجعلك أكثر استعداداً للموت!
…
لست طفلاً ساذجاً
لتطلبي أن اشرح لك ماذا سأفعل
إذا كنا وحيدين في مكان معتم..
لن يكون هناك سوى القليل الذي نحبه،
القليل الذي نستطيع أن نلتقط له صورة،
القليل الذي ندعيه
إذا صارت المدن كلها معتمة
و توجب أن نحرق ملابسنا
لنفعل شيئاً !
….
من دون الشغف الكبير
لن أنظر للسفن كما أنظر لها الآن،
لن أسمح للأصدقاء الذين يفزعون عزلتي،
لن أترك أحداً يلمس يدي
حتى إذا اعتبرته
غريباً يحاول التأكد من عدد أصابعها!
…
جدوى أنك لن تموت غداً
هو أنك ستنقل لامرأة شيئاً ساخراً
تخبرها مثلاً أن العالم
سينتهي بعد يومين فقط
و تطلب منها أن تفعل أهم ما تحب
أن تقبلك
أو تجرحك و هي تفعل ذلك
أو تنام معك بجوع و حرقة
ثم تتجولان معاً
في اليوم الأخير قبل النهاية
تاركاً لها تخيل المشهد
إلى أن تخبرها أنك كنت تمزح
من أجل الجدوى
جدوى أنّ العالم سينتهي غداً
لكنك لن تموتَ الآن !
….
حاول رجل أن يملأ إناء مثقوباً
بالماء
ظلّ الماء يتسربُ و الوقت يمرّ كصوت باخرة
لقد كان الرجل أعمى
لكنه من خلال تلمس قطرات الماء السريعة
تعلم أنْ يرسم شلالاً !
▪︎▪︎▪︎
#عامر الطيب