– أعرفُ جيداً
(متى عليّ أن أغيبْ)
– تعرفينَ جيداً
(متى عليكِ أن تظهري مثلَ القدر)
-أنتقي أيامَ اختفائي بعنايةٍ مفرطة
-ترتدين قبعةَ ظلِّكِ
و [نسقطُ معاً مثلَ احتفالاتِ المطر]
هذا السبتْ
ستكونين لصيقةَ مطبخِكِ
تغلينَ القهوةَ كعادتِكِ
تفرمُينَ الكثيرَ من لهفتي
تشوينَ السمكْ
تعجنُينَ أليافَ قلبي
وتطعمينها بلا ملحٍ لصغارِ رغبتِكِ
هذا السبتْ
لن أخيّبَ ظنَّكِ
سألتصقُ برائحةِ جِلدِكِ
سأكوي لكِ تجاعيدَ حزني
سأتخذُ من ضفائرِكِ عِرزالاً لأصابعي
و كعادةِ الشعراء على عطرِكِ
سوفَ أنمو وأنمو
لن يكونَ للغيابِ لذّةٌ يومَ الأحدْ
لو داعبَتْ ثيابَهُ ريحُ الغياب
عادةً يؤدي جسدُكِ قدّاسَ الوصلِ يومَ الأحدْ
وفي حضرةِ العُريّ الأزليّ
ثمّةَ صُوفيٌّ داخلي، يغلي:
حيّ على الانعتاقْ
يا شيخَ روحي، مَدَدْ
الطهارةُ
أن تغسلي إيماني بكِ جيداً
بالماءِ والصابونِ تارةً
وبالدعاءِ والتراتيلِ تارةً
و بالكثيرِ من الرضابْ
المتعةُ
أن تأكلي قلبي نيئاً
مثلَ الذئابْ
فتنفجر منهُ عيونُ الحياة
سُمِّيَ الاثنينُ لاثنينِ معاً
ثغري وأنتِ
فكيفَ لي أنْ أدسَّ المسافاتِ بينَنا
صحيحٌ أنّكِ تذهبينَ يومَ الاثنينِ برأسٍ أخرى إلى العملْ
لكنْ ثمّةَ ما يشي بي
مثلَ فضيحةٍ حلوة، يُعلنُ للآخرين:
هذا الجِيدُ، صباحاً، تقاسمناهُ بينَنا
أنتِ أخذتِ دمي
وأنا أخذتُ معي جِرارَ العسلْ
يا طفلةً
سرقتْها من سحنتي السمراء
أوهامُ الذهبْ
هيّا تجبّري، تمادي في الجفاء
تزيّني بالكثيرِ من الرغبةِ
فأنتِ الآنَ حرّةٌ
وربما تصلينَ بدايةَ الضوءِ بنهايةِ المدى
وربما تصافحينَ في الوردِ لسعةَ الندى
ربّي الكثيرَ من الساتانِ لي
تعرّقي…
تبللي
اغسلي الرمانَ بالعنبْ
فلا ثالثَ للغيابْ
ولا رابعَ للتعبْ
هل قرأتِ يوماً عن متعةِ الاشتعال
ضعي القليلَ من خصرِكِ
وحرّكيهِ جيداً في صحنِ صدري
اغسلي ما تبقى من صدّكِ
بالذي تبقى من رمقِ صبري
الانتظارُ
صيّادُ رغبةٍ
صنّاعُ لهفةٍ
فلّاحُ شهوةٍ
خيّاطُ حنين
وأنتِ يومَ الخميس
مثلَ قطةٍ مشغولةٍ بالمعجزات
وبالحُسنِ الثمين
تموئينَ إلى جانبِ احتراقي
يا مرحباً بالانصهار
يا هلا بالخميس
…
..
.