الثقافةشعر فصحى

حسن هزاع

فقط أخبريني

لم يكن النهرُ سعيدًا
بدا واضحًا من تبرمِ شاطئيه
لم أسألْه لِمَ كلُّ هذا الوحلِ
لأنني تعلقتُ بذيلِ غيمةٍ عابرةٍ،
حملتني الريحٌ لبلدةٍ
تولولُ جبالُها، ووديانُها تنوح
كانت قبلُ طيبةً، والربٌ غفورا

لن أسألَكِ عن كلماتِنا
أما زالَ الهواءُ يرددُها وسطَ أزيزِ الطائراتِ وهديرِ المدافعِ
وارتطامِ البناياتِ ببعضِها وعويلِ الثكالى؟
أتزورُكِ الأحلامُ في الليالي الباردةِ لتدفئكِ كلماتي؟
أتعتقدين أننا لم نلتقِ منذ افترقنا؟
هل تلاشتْ ضمةُ قلبينا في تعاريجِ الزمن؟
هل كانت ابتساماتُنا فقاعاتٍ، وأحلامُنا محضَ أضغاث؟
البئرُ معطلةٌ،
لكن
ماذا عن القصرِ المشيد؟
لن أسألَكِ عن خطواتِنا
أتحتفظُ بها الشوارعُ
بين ضجيجِ العرباتِ المجنزرةِ والوجوهِ المتجهمةِ ونقاطِ التفتيش ؟
هل تعتقدينَ أن تجربتَنا لم تكنْ غيرَ نزوةٍ؟
وأنكِ لم تكوني واعيةً بما يكفي لتختاري،
وأن لقاءَنا محضُ صدفةٍ لم نخترْها
وحتميةَ فراقِنا أعددنا له حفلَ توقيعٍ لم يحضرْه كلانا
ولم يشهدْه المقربون
لن أسألَكِ، كما سألتِ طيفي من قبلُ،
أمازلتُ نبضةً في هواكِ
فقط أخبريني
أأنتِ بخير؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق