و قلت ذات مرة : لنغرق في البحر.
لم اغادر عزلتي لأنشغل برائحة الموج،
كنت اروض الدمع.. كي لا تقتنصني فواهة حنين..
هو الدمع يغسل بضحكته أسفل الذاكرة،
دمع خجل انعتق للتو من تموجات المتاهة،
و دمع جبل جليدي هوى في ثقب الارض.
لم ينزل الفارس عن صهوة النصر،
لكي لا ينتهي به الامر في خرافة البكاء.
لم اتذكر مزارعا احتفظ بحفنة شعير، يوم القحط،
ليقايضه بالطيب او بالسواك.
تكفي دمعة واحدة ليغرق العالم في الندم
لأغذو ظلا صغيرا..
كلما كبر، تتفتق الوانه في نشيد البياض
تكفي، ليتردد الصدى من زقاق المدينة.
لا احد هنا.
تكفي صرخة واحدة و شهقة واحدة و نزلة برد واحدة
لينزوي الكون و ينعزل داخل جمجمة جندي.
هنا اتجدد من الرماد..
لأنقش في كف هذه الغربة الباردة،
نداء لطائر خطاف سيمر هذا المساء !
لم تصر شيئا من الابدية،
و عبورا كان يصلح للاقامة.
لست غير اسير اعزل يستقبل بصدر عار بنادق الوجع..
تفوح من اسماله رائحة المطر..
حتى اذا ما امطرت.. و امتلأ جيبي بنيزك او اثنين،
تلوح لي السماء بخجل،
سحابة عبرت تحت ظل الله.
