الثقافةشعر فصحى

مالك عبدون

العراق

الى “وديع أزمانو”و”محمد اليونسي”
جسدان يكبران من خطيئة الشعر…
والى “محمد شكري” أولا…
“سيرة لم تبلغ سن الخبز”
لم أعرف أنه من خبز حافي
ويمشي معي
كانت ملابسه تغطي كل شيء
وكانت حياته
تخبز مدينته”طنجة ”
في تنور الشمس
وتأكلها حين تجوع
في نهار مزدحم
وتموء ليلا
حين تجوع مرة أخرى
تحت موائد الحانات
فتسمع موائها
كلاب تلعب القمار
فتخسر
فترهن أناثها من أجل عظمة رخيصة
فقرر أن يكتب سيرته
على مرأة معلقة على جدار ينبت
في مغتسل للأموات المتبخرين
ودونها على هذه المرأة بعمق شديد
ولكن سيرة سائحة
من السير “الفرنسية”
في المغرب
رمتها بحجارة
ونفطرت هذه المرأة
ولم تسقط منها سيرة “محمدشكري”
ظلت تصرخ في قلب المرأة
والناس يهربون من صراخها
بينما الموتى المتبخرين
يقهقهون من هذا الاطراب
والتفاصيل المريضة
فأرسلت ألهة “السير المعذبة”
ذبابة كبيرة
بحجم سيارة”فوكس وايكن”
تجلس أمام المرأة وتحرسها
من السير المتوحشة
فيصعد”محمدشكري”
على ظهر هذه الذبابة الضخمة
ويطير بها ليلا
فوق سطوح المدينة
وبالقرب من الفنادق القديمة
يطلق النار على
كاتب
يغتصب الروايات
والقصص الصغيرة
تحت السلالم المظلمة
وله عيون كثيرة
تحت عيونه تتحرك
فتركوا الجنود جثة هذا الكاتب
ولا حقوا “محمد شكري”
وقرروا أن يصلبوه
في ساحة المدينة
فخرجت سير العظماء
وتظاهرت
ورفعت شعارها العالمي:
لماذا يصلبون الخبز
مثل المسيح…؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق