شعر فصحى
حواء فاعور
ساحرة كعناق الرمادي والبرتقالي في آخر خط الأفق من مساء يوم شتائي ربيعي ..
وصامتة كتكتل الغيم الهادئ فوق البحر ..
مشعة بشكل مركز كثغرة في الغيم المتراص ..
بطيئة كأبعد زورق صيد في آخر البحر ..
وسريعة كطقس نيسان في التقلب ..
محتارة ..
كأم قنص رضيعها في حضنها وأخوه يمسك بيدها ..
تتخلى عن جسد الرضيع أم تحمل أخوه الماشي .
حنونة كضمة أم يسيل على جسدها العرق غزيرا وشعرها ملتصق بعنقها ..
لوليدها صاحب الدقائق الأولى ..
مجنونة ..
واقفز من أعلى جبل على الأرض دون وهلة تفكير ..
افرح من أقصاي إلى أقصاي في لحظة ..
وأحزن من أقصاي إلى أقصاي في أخرى ..
أرقص بدمي وانفاسي ومسامي
بهدبي ..
بشفتي
وأصابعي ..
أتجمد كلي دفعة واحدة كصنم ..
خلطة مستحيلة ومعقدة ومرهقة وأعشقها ..
هي أنا
.
.
مرحبا ياعزيز القلب
اشتقتك ..
وأكثر للشيب المتقطع في لحيتك الآسرة ..
لنظارتك الطبية ..
والطاقية الرمادية التي تغطي شعرك الطويل المكحل بالأبيض ..
لشال الصوف الأسود وهو يلف عنقك وانا اطلق عليه الشتائم كيف يحتل مكان شفاهي
لضحكتك الرصينة ..
وغضبك ..
لشتائمك ..
ل كلمة يا قصيرة
شوو مجنونة هالقصيرة والضحكة المبحوحة الأشهى من النشوة ..
للشعر الكثيف في صدرك كحديقة ورد تضمني استنشقها بشهقة واحدة وأسكر..
للحلي الفضي في يدك اليسرى ..
لساقيك المتباعدتين وانت جالس وأراك آخر رجل على الأرض ..
لعنقك الطويل وتفاحة آدم التي اشتهيت كثيرا أن اقضمها ..
لذرعيك المستقيمتين وكفيك على الحائط وأنا وسطهما أحاول الثبات أمام تلك النظرة العصية على التشبيه الملائمة تماما للتذوق واللذة ..
لكأس القهوة الطويل ولوح الشوكولا الذي تخبئه لآخر الليل اليقظ فيسد جوعك..
لجوعك لعنقي ..
لصوتك .. أي جلد تملكين ..
لأنفك وانت تمرره وتستنشقني كجرعة مخدرة ..
لهوسك بي ..
اشتقتك أكثر من كل الذي سلف ..
ولايزال هوسي بك طازجا ومتقدا كتنور الجدات في فجر بارد ..
وقلبي رغيف شهي ينضج بسرعة
ويعود عجينا بسرعة ثم ينضج مرة أخرى ..
اعرف أنك تتألم وأن هذا العمر سجن مظلم ..
واعرف ان في جوفك نور ساطع رغم كل ذلك ..
أما أنا ففي داخلي عتمة تلف الشمس أعمق من العمر والجسد ..
سنخترع رقصتنا الخاصة ونرقص يا عزيز القلب ..
وأكون لك ..
وحدك ..
رجلي الذي أحبني دوما في كل حالاتي وجنوني ..
ووقف قبالة مزاجيتي وصعوبتي وضحك ..
رجلي ..
الذي أعشق