شعر فصحى
ابراهيم جمال الدين
أبي لم يلحق بالحرب
…
أحتفظُ بزيٍّ عسكريٍّ في خزانة الملابس
بجوار بدلة زفافي
وفستان زفاف زوجتي
رغم أني لم أكُ جنديًّا مخلصًا
ولدٌ في مقتبل العمر يكتب الشِّعر
ويعشق النساء
يكره أمريكا وإسرائيل
ويحفظ للعَلَمِ ألوانه الكلاسيكية
ويطنطن:
“يحيا الوطن”.
ولدٌ يرسم حلمًا
أثناء نوبة حراسة السلك الشائك
ويسأل:
“كيف العدو؟”.
في الليل
يشدُّ أجزاء السلاح
تتلبس روح مقاتلٍ وجهه
ويستعدُّ للشهادة
أو نيشانٍ يعلقه قائد الجيش على صدره
الحسرة ما يحصد
فقط طائر
هبط بشدةٍ فوق السلك المتعب
انتهت نوبة الحراسة
والبقعة التي كان يحرس
على مائدة المفاوضات
يرفرف عليها عَلم غريب
خزانة الملابس تضيق
لا مانع من التخلص من الملابس
على كل حال
صارت موضةً قديمةً.