شعر فصحى

فتحي الغمري

مقطعان من نص ” المقعد ”
فتحي قمري-تونس

أنا
لم أعرف النوّر
ولم أقرأ الظّلمة
حُدّثت عن الألوان ففكّرت بطعم التّفاح
وظهر امرأة يجلدها البرد
بسطت يدي لعلّها تلقف لونا واحدا
أو تحضن عصاه
لكنّي تحسّست العالم من وراء زجاجة
بوقع أحذية الرّجال
بصيحة الأطفال
بحشرجة تفتح صناديق الكلام
بالرّائحة التي تسبق الصّوت
وبعصاي تعلّمت تفكيك السّؤال.
*************************
أنا
بيد راجفة
لا تصغي لنداء القلب،
وعينين شرّدهما الهوى
غيّرت طريقي مرارا
جابت أحلامي طرقات لا تحصى
فعانقت طيورا
وأشجارا
وفوانيس قباب بعيدة.
راكمت الغيم بين أضلاعي
وعانقت الهواء بحبّ.
لكن
لماذا شقّت العتمة ردائي
وملأت صدري أجراسا؟
لماذا ظلّت عيناي تحومان بلا أبد
وخيالي على الجمر حمامة يدحرجها الهواء؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق