شعر فصحى
زهير بردى
خطوة واحدة وظلك يتلاشى
وحده يمشي مترنّحا من هولِ العراء في الظلام. تماثيلُه تربضُ على جانبي كتفِه الباسق المرتفع, وعلى شفتيهِ خطوةٌ إلى الوراء بلا عكازات تتكسر بسهولة, وفي عينيهِ أصداءُ أنفاقٍ تاتي من عويلِ الشرفات. وحده يمشي أكثر وضوحاً من أصداء نسيان يمشي خلفه.
……………..
خطوة واحدة وظلّك يتلاشى في المساء. سأعطيكَ السكينة بالأناملِ ذاتها وخطوةً واحدة. وأنت تتلاشى في عريِك المستحم بجنائن حوّاء. تلامسُ الفضاء وباقاتٍ تهديك النار.
…………….
ابتلّت ثيابي من الضجرِ والأرقِ فردوسي اللذيذ. أتمشّى قرب سياجِ مقبرةٍ. وأسمعُ ضريحاً يتكلّم بلا هوادةٍ. ثمّة أشياء مهمّة لم أفعلها. مثلا سحب الموجة من العينِ ونثر التراب في الفم ِوغسل الجسدِ بالنار وتطهير الروح ِبالماء, ارتعشتْ ثيابي وأنا قرب ضريحٍ. يدخلني بلا رأفةٍ ويتمشّى في جسدي.
…………..
تصوّرتُ أنّي دميةٌ مكسورةٌ. عكازٌ ملقي قربَ رجلٍ عجوزٍ يسعلُ بساقٍ واحدة,. جوازٌ غير مختوم خيمةُ لاجئ تتكاثرُ فيها الثقوب بغزارة, ببّغاءٌ تتحدّثُ وتمثالٌ عارٍ في الغرفة, فأر يتنقّلُ في ثقوبِ امراة . تحكُّ جسدَها في السرير.
…………………
امرأةٌ ترفعُ ستارةَ بيتِها الصغير بعدَ ليلٍ مزعجٍ من الظلام. أعشابٌ فخورةٌ بخضرتِها تبتسمُ لها ورودٌ. تلاحقُ ثوبَها الأسود في حالةِ هذيان. تنظرُ إلى قطٍّ ينظرُ إلى قطّةٍ تتدلّع. ويمارسُ لعبتَه المفضّلة معها. كلّ شيءٍ لم يكنْ ذات أهميّة بالنسبةِ للمرأةِ. فقط هالها ريشةُ عصفورٍ على عتبةِ النافذة مصيرُهُ مجهولٌ لم يعدْ منذُ أيّام.
……………
كنتُ أختفي بنظرتِك وأنتِ تشعلين الشموعَ وتصفّقين للظلام .ولأنَّ الحربَ في الجانبِ الآخرِ من الحياة مليئةٌ بالتهميش. تصوّرتُ أنّي زخرفٌ جميلٌ بألوانٍ برّاقةٍ في ذيلِ قطّةٍ تصفنُ في سجّادةٍ, كنت أختفي وأنتِ تراقصينَ شبحاَ يأتي من الجانبِ الآخر.
………….