النص :
جنــاحٌ من حجـــرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحتاجُ أن أضحكَ دونَ تردّدٍ
أن أغازلَ النساءَ بوقاحةٍ
..
أن أرويَ قِصصاً عن رحلاتٍ لم أقمْ بها
أن أكتبَ أغانيَ للأطفالِ ..
فيها نهرٌ بينَ جبلينْ و قواربُ فوقَ الشّمسْ
و شجرةٌ يلعبونَ تحتها .
..
أحتاجُ أن أعتقدَ أنَّ هناكَ طاولةً كريمةً
تمنحُ سريراً لكأسِ ماءْ ، وساحةَ رقصٍ لكوبِ نبيذْ
طاولةً .. تَمنحُ مصافحةً لكفّينِ ، إحداهُما ملطّخة بالوطنْ
والثانيه بالشجنْ
..
أحتاجُ أن أشهقَ بين يديَّ حبيبتي كقنديلْ
أن يتكلمَ ظلّي شجرة ً
و تقولَ رائحتي عِناقاً
أن أجلسَ في المقهى مع ناسٍ لم يقتلْها التّعبُ اليوميُّ
أن أركضَ في الشّارعِ ـ بغريزةِ القطّ ـ خلفَ سوءِ الفهمِ
..
أحتاجُ جداً …
خمسينَ سنةً للكتابةِ
و خمسَ دقائقَ للانفجارْ
..
أحتاجُ أنْ أكونَ ضعيفاً كرغيفِ خبز ٍ
قوياً كبُندقيه
..
أحتاجُ عينيكِ ، و قبلتَها
أصابعَكِ الحمراءَ و فتنتَها
وشيئاً من الشّقاوة في غفلةِ زمنْ
..
أحتاجُ أشياءَ كثيرةً كبحرْ
أشياءَ تجعلُني لا أفرّق بينَ موجتينِ في سطوةِ السٌّفنِ
أشياءَ تجعلُني صُعلوكاً بروحِ عاشقٍ
قديّساً بروحِ مقاتلْ
..
أحتاجُ أن آكلَ همَّ تفاهاتِ الوطن
ولا أشبع .
أن أعودَ من الموتِ منتصراً
ولا أقنعْ
..
أحتاجُ أن أكونَ أنتْ
و تكونَ أنا .
..
أحتاجُ أنْ أطويَ الشَوقَ بسذاجةٍ
فأتوهمُ النَّومَ في خزانةِ ذكرياتي كبطاقةِ سفرْ
..
أحتاجٌ أنْ أكونَ فصلاً آخرَ
في انتظارِ البلادْ
دونَ كذبةِ الزّهرِالرّشيق ِ
دونَ موتٍ للعبادْ
..
أحتاجُ أنْ أكونَ قطاراً عاجزاً عن مغازلةِ المحطّات
يسهرُ في حضنِ محطّة ٍ
يراجعُ معها وداعاتِ العاشقين بشجنْ ،
ثم بمودةٍ يبكيانْ
..
أحتاجُ
..
أحتاجُ ألّا أكونَ مقتولاً بظنّي
بين حَشْرَجةِ النّوايا و سوءِ الطّالع
..
أحتاجُ ألّا يتركني الغدُ شريداً في تفاصيلِ يومي
أحتاجُ أن أكونَ موجوداً كشهادةِ ميلادْ
دافئاً كشوارعِ غُربتي ، وأنا أرتديها بأناقة
..
أحتاجُ أن أكونَ لي ..
أنْ أدخلَ في اللوحةِ بسلامْ
و أخرُجَ من نفسي سعيداً كلِصْ
..
أحتاجُ أنْ أكونَ إنساناً ..
أتوقّفُ عنِ الحربِ و الكتابةِ
أبكي وحيداً خلفَ ظلالِ مَدينه
..
أحتاجُ أنْ أطير ولو …..
بجنــاحٍ من حجــرْ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ