شعر فصحى

هدى ديبان

لو

في الثامنة من عمري‎
رأيت قمراً ينام في برميل الماء‎
منذ ذلك اليوم والأحلام تأتيني بظلالٍ مبللة‎
‏‎
في الخامسة عشرة من عمري‎
قتلتُ (جودي آبوت) بجرة قلم‎
وكتبت رسائلَ لصاحب الظلّ الطويل‎
وفي كل مرة كان سعاة البريد يعيدون الرسائل قائلين‎
ليس هناك ظلٌ لأي رجل ياصغيرتي‎
‏‎
في العشرين‎
لم أكن وقتها ابنة الحظ ‏‎
لكني حملت أرواحاً في جيوبي‎
أنفقتُها على متاهاتي الشخصية‎
‏‎
في الأربعين‎
عثرت على الحكمة ‏‎
ورميت بها‎
‏‎
‏‎*******
‏‎
لا أسكن في الغابة‎
ليس لبيتي شرفةٌ مطلةٌ ع البحر‎
ولايمر نهرٌ صغيرٌ خلف نافذتي‎
لا أسكن الريفَ‎
وليس ثمة صفصافةٌ ليغفو الكلب في الظهيرة تحت إبطها‎
لا أسكن المدنَ‎
لأرتاد مقاهي الشعراء وأُصاب باكتئابٍ مسائيّ‎
أسكن في السطر الثاني من موسوعة البلاد العالقةِ في الحلق‎
أحببتُ رجلاً يسكن في الصفحة الأخيرة من نفس الكتاب‎
لو أن هذا الكلام الثقيل يختفي‎
وتخرج البلاد من حلوقنا مثل شعرةٍ ‏‎
كنا التقينا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق