في الثامنة من عمري
رأيت قمراً ينام في برميل الماء
منذ ذلك اليوم والأحلام تأتيني بظلالٍ مبللة
في الخامسة عشرة من عمري
قتلتُ (جودي آبوت) بجرة قلم
وكتبت رسائلَ لصاحب الظلّ الطويل
وفي كل مرة كان سعاة البريد يعيدون الرسائل قائلين
ليس هناك ظلٌ لأي رجل ياصغيرتي
في العشرين
لم أكن وقتها ابنة الحظ
لكني حملت أرواحاً في جيوبي
أنفقتُها على متاهاتي الشخصية
في الأربعين
عثرت على الحكمة
ورميت بها
*******
لا أسكن في الغابة
ليس لبيتي شرفةٌ مطلةٌ ع البحر
ولايمر نهرٌ صغيرٌ خلف نافذتي
لا أسكن الريفَ
وليس ثمة صفصافةٌ ليغفو الكلب في الظهيرة تحت إبطها
لا أسكن المدنَ
لأرتاد مقاهي الشعراء وأُصاب باكتئابٍ مسائيّ
أسكن في السطر الثاني من موسوعة البلاد العالقةِ في الحلق
أحببتُ رجلاً يسكن في الصفحة الأخيرة من نفس الكتاب
لو أن هذا الكلام الثقيل يختفي
وتخرج البلاد من حلوقنا مثل شعرةٍ
كنا التقينا.