بين لحظةٍ وأخرى
صدام الزيدي
بين لحظةٍ وأخرى
ينتابني شعور من هو ذاهب الى الفضاء
ليلتحق بمركبة روسية هناك.
بين لحظةٍ وأخرى
ينتابني شعور من يعانق أطفاله
وهم في البعيد
يلعبون على الآيباد
أو يشاهدون قناة للأطفال عند الثامنة مساءً.
بين لحظةٍ وأخرى
أنظر إلى الوراء
لأرى الأرض في البعيد
حبة لوز مرصعة بالنجوم الصغيرة جدًا
قبل أن أعود إلى المستقبل
حاملًا رسومًا عبثيةً لطفلةٍ في السابعة
تحب والديها وتتمنى أن يأتي رمضان
القادم وقد عادا إلى بعض
لتسمر معهما وشاشة التلفزيون مفتوحة
وكل شيءٍ عاد إلى طبيعته.
بين لحظةٍ وأخرى
تعبُر صدري مكّوكات فضائية تم اطلاقها
للتو
من محطةٍ في كازاخستان
أتابع رحلتها العامودية إلى أن تغيب
خلف الشمس.
بين لحظةٍ وأخرى
أتأهب للعودة إلى الديار
بعد رحلةٍ في الفضاء
دامت 3 سنوات
مشاعري جيّاشة وقلبي ينبض
وروحي ترقص
وأهداب عينيّ تتطاير في الفضاء
المفتوح.
بين لحظةٍ وأخرى
أرتب كمينًا لائقًا بالفرح؛
أبدأ في تصور أن أيامًا سعيدةً
أوشكت أن تتحقق
ثم أجمع ورودًا من كل القارات
أمزجها مع وردةٍ فيروزية
حملتها معي يوم كنت فضائيًا
وأراقب كيف أن وردةً هجينةً بدأت
تتنفس
وهي تشق طريقها إلى قلبي،
بينما أواصل ابتكار أشياء سعيدة:
أغنية هزت العالم عام 2072
مسرحية أتحفت الناس
من شرق المجرة إلى غربها
جهاز لوحي مبتكر يعمل بالأطياف الترددية
لذبذباتٍ تستمد طاقتها من الشهيق والزفير
الآدميين،
يمكنه أن يأخذك إلى محطة أبحاث “مابعد ناسا”
في ثلاث ثوان
ولا احتمالية لأن تعود بصيغتك “الأرضية”!
أشياء كثيرة أبتكرها
فيما أستعد لتعديل جيناتي نحو الأفضل
ومن بين ما أبتكره
قصيدة طفولية ضاحكة تمنحني امكانية
البقاء في أحلك الأوقات
حيًا
أتشبث بالحياة من أطرافها
وألملم الطعنات التي لم تترك مكانًا في قلبي إلا ثقبته.
بين لحظةٍ وأخرى…….
عليّ أن أكون مجنونًا
لأن الشعر وُلِد مجنونًا
في الأصل
ولد مقطوعًا من شجرة
ولد مغموسًا في محبرةٍ سماوية زرقاء
ولد مكلومًا
ولد راقصًا
ولد كبيرًا
ولد مستطيلًا
ولد مستقبليًا
ولد إسكندنافيًا
…………
ولد بين شعاب أناملي.