عدسة عزرائيل
في مهرجان الموت ،وحدها عدسة عزرائيل من تتجول بخفة ، لخطف أرواح الناس ، في وقت واحد وأكثر من مكان .
في كل مرة كان يقف عزرائيل أمامي ، ويستعد لالتقاطي ، لم أكن أهتم كيف سأبدو ، كنت فقط أريد أن أكون واضحة المعالم ، وأن أرحل بكامل أعضائي ،
كنت أفكر دائما حين يقف أمامي ، شاهرا مخالب عدسته ،
كيف سأصحو من الفاجعة ، وأنا مبعثرة ! كيف سأدفن مع أشلاء غريبة ،يصعب عليّ التعرف على أصحابها من جديد!
كيف سأصحو غريبة تماما ؟!
مرهق جدا إعادة تعريف الذات ،أريد أن أموت قطعة واحدة ، كي لا أقضي وقتا طويلا في تذكير أبي بأني أنا الابنة التي تركها ذات يوم رمادي ،كي يستطيع نزع الأشواك المغروزة في قدمي ، ويحمل قلبي المليء بالكدمات على راحتيه ،واجلس معه تحت ظلال روحه ،وأحكي له كيف أني لم أعد تلك الطفلة التي تركها قسرا ، وشاخت قبل أن تكبر ،وكيف فقدت وطني مرتين .
اريد أن أموت دفعة واحدة ،كي يسهل على أبي إعادة ملامحي التي كلما وقفت أمام المرآة لا أراها ! أريد أن أموت دفعة واحدة ، كي لا أفقد أبي هذه المرة إلى الأبد …