” أحلام ”
هذه المرّة ،
سنفرشها على شرفة السّنة الجديدة
هذه الأحلام
ونرتاح من عتلها على الظهور المكسورة ،
طوال التقاويم الوعرة كتاريخ عبوس
ننتهز أنّ الليل عتيق ، متلف ، نعسان
يديرلنا قفاه
وهو يداول نوبته كحارس للأبد
سنقول لها : يا سنة ! انتقي منها ما تريدين تدفّئي على لهيبها ، إن شئت ، فالبرد قارس ،كما العادة ،
في هذه الألفية
ها كلّها تحت جنحك ، في مرمى بصيرتك
لم نربط لها خيطا بأصابعنا الملتهية
بطيّ العناوين كورقة للنسيان
كلّها كلّها ،كي لاتقولي : وحدهم السوريّون ،
يخدعون المستقبل ،إذ يكثرون من القرابين
فيعمى عن حمولة زائدة
معلّقة على الأكتاف كزوّادات الترحال
هاك !
هذا ضغث
هذا ليقظة مجهضة وهي ترتب نهارا
لم تكن لتقوى على ثقله
وهذا صدئ ، افركيه على جرح في الأرض يرتدّ مندملا كوشم على زند
هذا ، فضفاض كثوب مضحك
وذاك ، ضاق فلا يصلح إلّا لدمى الأولاد
وهذا ، جفّفناه على النّار الهادئة للصبر
فتبخّر فيه البريق كقعر جرّة مائلة
وهذا، من بقايا طموح فاشل
كان على وشك أن يصير أيقونة للمنال
أمّا ذلك الذي تحدقين فيه كلغز
ليس لنا ، لا نعرف كيف ولا متى ؟
علق بخطواتنا كالشوك
انظري ،
قارني،
أو ليس للأحلام
قسمات ،
ملامح ،
ومض اللمحة الأولى ،
فتشبه أصحابها ؟
افعلي ما شئت ،
قايضي بها على اليوم الناقص من شباط
ولاتقولي :السوريّون
يستغلّون الازدحام قبيل الصبح
فيتنكّرون بأحلام مستعملة
هي كثيرة يا سنة !
كثيرة ،فلن تمرّي بها كلّها ،
فوقتك محدود بساعة الصفر
خذي الباقيات أقرئيها على مهل
احكيها لأحفادك أو كرّيها وانسجيها كواحدة من أساطير الشعوب
ولكن سنسأل قبل أن تصيح مفاتيح أبوابك كديكة الفجر
ألم يخطر ببال السّنة؛ المغرورة كعروس ؟
لماذا نحن والأحلام هكذا ؟
نقلّ وتزداد
نكبر وتصغر
تماما كما اللّيل والنهار
يطول الواحد منهما على حساب الآخر