“كان ”
كان لا يعرف
متى أدخله الحنين كاناه الأولى،
وأين يعذّب هذا البهاء أكثر،
ولا متى حاوله الخجل،
والأعاجيب هل تكف عن دخوله ناعمة ومشتهاة،
وهذا الحبل من الغصـّـات متى شُدَّ على عنقه الضَّيق،
والمرايا أين تذهب بالنصف الآخر من ملامحه،
كان طائلاً في الدهشة ؛
« إنّ خراباً يعلّقُ الأرض من حصاها، إنّ مطراً محايداً يسقف عالي الجباه بالتعب ، إنّ خطواتٍ تسحب ظلالها من تحت هاماتٍ تطول في الخيبة .»
كان الوحيد مرّتين ،
حين ألقوا بحبل سرته إلى كلبة في المغيب،
وحين سهت العشيرة،
فطوحت مع لحمة ختانه بخصيته صوب التراب البعيد،
ومن يومها،
صارت تستبدل عيناه، بالتفاح الذابل على أمه،
خصيات،
ويتبع كعبيه في الليل، كلاب عاوية،
تقلد برتابة بكاءه القديم .
كان سيد ما يكون ،
سيداً للندامة،
للأنين الزائد عن مرثاته،
والشهوة المستحيلة في الدخول إلى اللعب،
والكنوز المتوقفة على قتل الضباع،
سيد خساراته؛ في المرأة، والصديق والاحتفال،
سيد ما يسود من الصبر على نزق الغريب،
سيد الممحوّ من رسائله إليه
الكان المهملة
حيث تشيخ الثعالب في المقهى ،
براعة الكان ،
تعيده إلى فوضى دبيبه ،
إلى مالا يُحَدُّ من عينيها تحلان في الغمام الضيف ،
لنجمات تعقد دبكتها،
لدمع يرطب الساحات، للملح يجر خيطانه على الياقات ،
لما سوف يكبر أو يتوارى وطناً يشكل جغرافياه
شامات وحبراً مسحولاً من قدميه
على ورق كالح في الخريطة مصلوبة على الجدار