تفاصيل خارجَ التقويم العادي
عبدالكريم هداد
1
أشهدُ
أنَّ الشهرَ الثالثَ عشرَ
يؤرخُ الموتَ
وحكايةَ الخبزِ الحزين
يؤرخُ خجلَ الشهداءِ
في دقيقةِ الصمتِ ..
والأغنيةُ
تفقدُ هاجسَها
في الحروبِ الخاطئَة .
2
أشهدُ
أنّ نجمةَ الصبحِ
قد هشمتْها
رصاصةُ قناصٍ مأفون ..
وحملَ كلٌ منا
حقيبَة السفر والسنين ..
وهذهِ الوردةُ قانيَة
في دفترِ الجنون
هل سقيتَها ماءَ القلب ؟
كانت بيضاء !
3
خيمتُكَ
تشاطرُ النجمَة
خارجَ العشيرةِ المنهزمَة
ياغفاريَّ الحقِ ..
ياحلماً ،
يقطعُ طريقَ الهزيمَة
آه .. لو تمرُّ علينا
طارقاً أسوارَ جندِ الغنيمَة
محتشداً بالجوعِ الكافرِ ، صيحَةً ..
لكَ الحقْ ..
أنْ تشهرَ السيفَ والرايةَ الحزينَة
حيثُ ينتظرُكَ فقراء المدينَة .
4
في غابَة النسيان ،
جُذورُك يشدُها طين الحزنِ
ولم توقدء النارَ في بقايا العمر
لتجالسَ التيه ووحشة الليلِ ..
عابثاً برمادِ الخوفِ
بطرفِ الغصن اليابس ،
مثلما يفعلُ كبار السن ..
حين يهمسُ فيهم دفءُ الشايْ ..
بقايا الحكايات
وقد لاكَ الدهرُ ذاكرتَهمْ ،
هسيسُ النار يذكرهمْ
بنجمةِ الصبح
وتفاصيلِ الأيام الحلوَة .
5
وحدك ..
تلعقُ دبقُ العذاباتِ المالح
وشوكُ الأمنيات يوخزُ جلدَك
مطوقاً بعلاماتِ الأستفهام ..
ملامحُكَ ترسمُ وجهي ..
حاولتُ أنْ أرشدَكَ
لم تصغِ ..
ضاعَتْ فرصتُكَ الأخيرَة !
فما حيلتي ..؟
وقد تَعوَّدتَ الموتَ الشرس يومياً
وأغنياتِ المطربِ الحزين
تعوَّدتَ الأدراكَ الأعمى
والخطى المربكة
خارجَ التقويم العادي .
25-6-1997
من مجموعة ” جنوباً هي تلك المدينة.. تلك الأناشيد..” الصادر عن دار ورد – دمشق 2001.