شعر فصحى

زكية المرموق. / المغرب

الأصنام لا زالت تلد

 

الأصنام لازالت تلد…

مثل عنزة لا تدري
أين خبأ الذئب صغارها
أذرع أوكار أوهامي
أقتفي رائحة الحليب في أعشاش الدم،
بقع المخالب على جلد السبحات،
أثر الدراويش
كي يدلوني على الباب السابع للغابة…

على الطريق
لاغيمة
لا حقل
لافانوس
هو الوحي من غدر بالرؤى
أم العصا من تحولت الى حية
فأكلت السفينة
لتطوحنا الضفاف إلى ماقبل التاريخ

وكي يزول الغبش عن المعنى
أنا المحاصرة بالمجازات
أغرس نخلة التأمل
في ذاكرة الثلج
كي لا تحرقنا النبوءات مرتين…

أيها الناي
سر الراعي عند الذئب
لا عند الغنم
أترك أصابعي طعاما للصراصير
الصراصير التي تأكل رأسي
كلما هدمت جدار اللغة
بالإيحاء

الفأر الذي تمخض عن جبل
التهم قدمي
وجناحاي وزعتهما الفزاعات على القبائل…

انا لا أسكر يابودلير
بالشعر أو الخمر
يسكرني الألم
لكن الوقت لايصلح للبكاء
نحن أبناء الطين
لايرهبنا اللهب ياأوكثافيو باث
ولا الطوفان
كلما تكاثرت الثقوب في أوراقنا
نركن الجرح مثل سيارة عتيقة
في سوق الروبابكيا
نصطاد الطائرات بأجسادنا
ثم نمشي على جثتنا
ولا ندعي الموت…

هاهم يتقاتلون على الجزرة
والجزرة من حق الأرنب
والأرنب ياداروين
تحول كما خمنت
الى لاحم…

الشاعر الذي قتلته وردة
أشعل النار في الضوء

أستجير بالأربعين حرامي
كي أعرف الدرب إلى المغارة:
الأصنام لازالت تلد.

يصيح الفراغ
كلما حاولوا استدراجه إلى النهر:

الشارع لي
المقاهي
البيوت لي
والشرفات أكلتها الحشائش…

ليليث هناك
تدير البوصلة
تملأ جيوبها بالحصى
تنفخ في العاصفة
وتشير إلى العالم
والعالم عربة باعها الحوذي إلى الريح…

زكية المرموق
المغرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق