وصية الغريق حمدان طاهر المالكي
في أعماق الضرير
نهارٌ أخرسُ,
نظرة يشعلها الظلام
وتطفئها الأضواء.
2
آن لك أن تعود
مثل ورقة مصفرة
إلى أسفل الشجرة,
أنصت إلى السكينة
وتعال نتفقْ
أن ما رأيته
لم يكن سوى رؤيا سيئةٍ .
3
إنه الباب يا بني
أ تسمع؟
لا مفتاح لديّ
لا مفتاح لديك,
آه دعنا نستمعْ
إلى ذلك الصوت البعيد.
4
أحمل في وجهي ملامح النهر
كلّما فاض
غبت في الحقول
وصية للغريق.
5
مطوّقا بالوجوه الغريبة
أبحث عن هواء آخر ,
أهبط نحو الأعماق
بيدي النهر
وبين عيوني
يضيء المحار.
6
وقوفك الطويل ليس انتظارا
أنتِ تقومين
بعمل الشجرة.
7
أنا كأسُ الفخار
شربَ الجميعُ مني ,
حين حلَّ الظمأ
رفعتْني يدٌ غريبة
وهوتْ بي نحوَ الظلام
لكني هناك ارتويت.
8
لم يعرفني أحد غيرك
لكني لا أعرف من أكون ,
أريدك دليلا
أريد الوصول إلي ,
سأتبع خطاك
مثلما يتبع الضرير
خطى عصاه .