شعر فصحى

صعود للشاعر ماهر نصر – مصر

صعودٌ
ليس تلاً ما تصعدين ،
يمتطي كتفيّه طفلٌ،
فقد نظراتِ أمّه قبل أن يولدَ،
يجوعُ إلى عينها
كلما رأى ظلَّه في العراءِ.
ليس تلاً
ليحشوَ فمه برغيف من رملةٍ طازجة.
وليس طفلاً من جاع َ إلى عينيّ أمه،
ولا من يقفُ الآن على رأس تلٍ عجوز،
ليعلمَه
كيف يحفظُ أشواقه في الصخور .
كيف يخبئُ المسافةَ بين قلبٍ ونبضه.
ليس طفلاً من يزعجُ الموت
ليجري خلفه بعصيِّ الحياة.
ربما يتركُ طفلٌ تله،
كفأرة عمياءَ تبحث عن جحرها،
وربما يلد طفل أمه،
يحملها في القماطِ
كقنفذٍ يحمل على ظهره وردته الشائكة.
ليست شجرة ما تصعدين ،
أنها جثة طفلٍ
رسمها بين جفنيك،
ليرمم كالبنَّاء بالشوق ِ جدران هيكله،
ويخلطُ حلمه بدموعه التي تفر من عينيك،
جثته الآن يتركها لك كوطن
لا تسكنه الاحلام ،
يتركها دون قُبْلة وداع ،
أو تلويحةٍ من منديل لقماش
مر يوماً على بيت طفل ٍ
يقيم على تلٍ في صدره.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق