الثقافةشعر فصحى

كوثر وهبي

سوريا

أحاول الكتابة ..
الرؤية غائمة ،
فإذا مشيتُ اصطدمتُ
بجدار عالٍ وسميك
من الخيبات ..
أنا قطعة ثلجٍ عمياء
يتصاعد منها دخانٌ
أبيض وكثيف ..
سحاباتٌ من الأخيلة :
ضحكاتٌ وجنائز
عصافيرُ وأفاعي
اليومُ البعيد وغبطةٌ
تصيرُ غصةً .. فيما المكانُ
دائخٌ بالتأوهِ والحسرات ..
دورانٌ في الفراغ
دورانٌ إلى الداخل ، عميقاً
ثمَّ نكوصٌ .. فدورانٌ عنيف
تغيبُ الرؤية ،
فإذا الرؤى مدٌّ شاسعٌ وحداء ..
السؤالُ حيث يتحرك مثل زنبركٍ
يدور .. يلتف .. ينبسط ..
وتأنُّ الساعةُ متأخرةً
جيلاً كاملاً من الحياة
من السعي خلف السراب
والظلال الآفلة ..
يقفزُ مثل ضفدعٍ .. ” السؤال ”
أعلى ثم أخفض الرأس
ولا إجابة تسكبُ
ماءً بارداً في القلب
المشهدُ ذاك بكلِّهِ .. الموجعُ
وكاملُ النقص ..
المشهد ينفذُ من محجر العين
الى القلب فيشعلهُ ، كلسعةِ نارٍ مباغتة
يطفقُ في ابتلاع الأمل جرعةً جرعةً
يصعدُ كشهقةٍ حارّةٍ الى الفم
حيث السؤالُ ، حائراً يدور
أحاول كتابة الشعر
لكنَّ اللغة بكماء
والكلمات تدورُ في فضاءٍ
لا جاذبية فيه ، والثقبُ الأسودُ
في رأسي امتلأ دخاناً
وعناكبَ حمراء ، وأفاعي
الأجوبةُ دائماً مخادعة
والأملُ ينطفيءُ كشمعة
عيد الميلاد مرةً واحدة
كل عامٍ ، وربما إلى الأبد ..!!
….
…. 10/12/2019
كوثر وهبي – سوريا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق