من رحم كل حرب
يولد أغنياء
فاشلون جدًا في الذوق
لا يستمعون لموسيقى *شوبان* و *زامفير*
يكرهون اللًوحات وتنغلق شهيتهم حين يسمعون قصيدة *الماغوط*
هم ناجحون جدًا
يسمسرون في الإسمنت والأعضاء البشرية
يدخلون كلً البورصات والمزادات
بأسنان صفراء
وبدلات فاقعة
وإعفاء من الضريبة
وحين يشتهون سريرا
ينكحون الثقافة
هذه العاهرة الموسميًة
هي أيضا بنت حرب
في حقيبة *شانيل* تضع أحمر شفاه ورصاصات فارغة
وقلما يتقاضى راتب تقاعد
تذبح القطط المتسكعة لتصنع معطف فرو
وتلتهم الكتف التي جهل السلف والخلف من أين تأكل
لكنها تجيد تدبيج قصائد التصوٌف
والغزل العذري
وتحليل كتاب :*ما العمل؟*
بعد أن ترفع أظافرها المصبوغة للسماء
قارئة الفاتحة والمعوَذتين
لتقي جثمان * لينين* من لهب الجحيم
ولا تستلقي على ظهرها لأغنياء الحرب
إلاً بعقد عرفيَ
هي تقيًة جدًا
على الصفحة الأولى من مؤلفاتها تكتب: هذا من فضل ربَي
تضرب بخمارها على جيوبها حين تدخل الأضرحة
والأبناك الحلال
وهي لعوب جدًا وفاتنة
لمًا تساعد بعولها الأثرياء
على القذف فوق مؤخرة الانسانية
وتغضبُ جدًا حين لا تستدعى للحفلات الرسميًة
لتغنَي للفقراء
والكادحين
وتحدَثهم عن منافع الشوكولاطة والكافيار
في رفع منسوب هرمون السعادة
والقضاء على دور الصفيح والجوع
فهي بالفطرة مناضلة ثوريًة
في ساحات الإحتجاج المبلًطة بالرخام
والمشمولة بالعفو العام
لأنها تخاف على جمالها
من جنون الهراوات ورفس حوافر الرَعاع
وهي تكتب كصعلوك متمرَد
في ملتقيات الدولار
الضًامنة للمبيت والنبيذ
والميكروفونات الورديًة
والكاميرات المجهزة بالفوطوشوب
لأن النجوميًة أولويًة
عند ثقافة الماركوتينك والسجلَ العدليَ النظيف
ومكلَفة جدًا
لا يستطيع دفع فواتيرها الباهضة
إلا أغنياء حرب…