من وحي تشرين
قصائد قصيرة
# عبد السادة البصري
1 ــ أيقونة …
لأنّهُ …
كان يبحثُ عن وطنٍ
فرشَ قلبَهُ سجّادةً
ليصلي عليها الباحثون مثله
ونثرَ دمَهُ غيمةً
لتظللَ عليهم
وجعلَ من صدرهِ ،، وظهرهِ
درعاً ليقيهم الرصاص
حلّقَ والعصافير ..
على الجسر،، وفي الساحاتِ
فصار ..
أيقونة محبّة وصمود !!
2 ـــ سرّةُ الأرض …
كيف بي ..
وأنا المعجون من ( طينٍ حرّي )
والمعطّر برائحة الطلعِ
والملفّع بقماطٍ جنوبيّ
بخّرته أمي برائحة ( السعد والخضيرة )
كيف بي ..
وهذا الجنوب الذي يسكنني
ويسافرُ معي
أنّى ولّيتُ الوجهَ
أراه الآنَ ، ينزفُ ورداً وياسمين
ينزف عمراً من الحنين والطيبة
ينزف شباباً ــ يا الله ــ
انه الجنوب الذي يملك كل شيء
وليس له شيء ،،
الجنوب الذي يُطعم الناسَ
يأكل أبناءه الجوعُ
وإذا مدّوا أيديهم لرغيفٍ
تُقطع أعناقهم ،،
وتُحشى بطونهم رصاصاً
الجنوب ،، سرّةُ الأرضِ
يفتقونها كلَّ يومٍ ليسرقوا الفرح !!!
3 ــ لقطة …
أيُّ وطنٍ هذا ،،
كلّما يجوعُ ،،
يأكلُ أبناءه ؟؟
4 ــ تحليق …
على الجسرِ ،،
حين حلّقت النوارسُ
العصافيرُ
الفواختُ
القبّراتُ
البلابلُ
اليمامُ
الزواجلُ
الكناريُّ
طيور الحب،،
لتهفهفَ بأجنحتها على رؤوس الشباب
وتعلنَ احتجاجها على الفساد بكل أشكاله
اختنقت بدخان القنابل المسيلة للدموع !!
5ــ احتجاج ..
على الجسر …
كان ابن ( ثنوة ) ورفاقُهُ الشهداء
يجمعون ما تبقّى من
القنابل المسيّلة للدموع
في أجسادهم
وما تناثر في الساحةِ
ليرفعوها عريضةَ احتجاجٍ
الى الله …
على مَنْ أطلقها عليهم
مدّعياً التقرّبَ منه زلفى
حين وقفوا ينشدون ،،
حرّية الوطن !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البصرة 2019