شعر فصحى

الشاعرة آمال محمود

امرأة مضمخة بالشعر والخطيئة

ماذا أفعل الآن ؟!

منذ فترة طويلة ما عدت بي
لا أبصر درب رجوعي إلي
و ربما هناك من سار به غيري
ظنا منه أن بفعلته هذه قد يصل إلى مبتغى حلو
سار بلا انتهاء و لم يعد أيضا
أتساءل كيف لأحد أن يسير في درب يجهل انحناءاته
و سراديبه السرية ؟
أأغرتك منارات ضحكاتي المضاءة بدمي ؟
كان عليك أن تنظر لما يدور خلفها
خذ حكمتي مني
فأنا قضيت عمري أنظر لما يدور خلف المرايا
و ما رأيتني يوما بهيئتي الكاملة !

ماذا أفعل الآن ؟
و كلي لا يستجيب لنداءاتي الصامتة
أأستعين بظلي ؟
حسنا فكرة جميلة ولكن أذكر آخر مرة كان يمشي فيها بمحاذاتي و يزيد من انحنائه ليعلن انكساري
غضبت حينها
فاقتلعته و قيدته إلى جذع شجرة هرمة
مضيت وحدي و أنا أتمتم
عليك أن تموت واقفا مرفوع الرأس
لم يمت و لكن أعلن انتماءه إلى تلك الشجرة
اعتاد ملامحها الصلبة بعد أن سئم من وجهتي اللامحددة

ماذا أفعل الآن ؟
لا أضواء في ظلماتي
أتنصحونني بقتلي ؟!
أم أجلس أنا و الظلام كتفا إلى كتف
لأنتظر حدوث معجزة تعود بزمني إلى الوراء
أأشق صدري و أطلق سراح مخاوفي ؟
أم أبقي عليها في داخلي إلى أن نتلاشى معا
أأخط ذنوبي و أرددها على الملأ ؟
أم أحتفظ بها كي لا تستيقظ الريح في حديقتي المحرمة

ماذا أفعل الآن ؟
اجبني يا شاعري الضليل
ألست أنت من دعوتني للمضي في درب آلامك ؟
لأرث حبك الأبدي !
اجبني قبل أن أتصدق بجثث أشيائك العالقة في روحي
و أتلو فعل الندامة !

يبدو أنه أمامي حل وحيد ..
مادام الموت قابعا وراء كل الطرق المؤدية إلي
سأبقى مختبئة خلف المرايا برفقة قصائدي
و برغبة مشتعلة

أنا المرأة المضمخة بالشعر و الخطيئة !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق