شعر فصحى

مصطفى على الجنايبي

بيت من الذكري
شعر
مصطفي علي الجنايني
تنبهت من غفوة الطمي
قامت في مطر الاحبة وردة تجتبي
مطر يغسل من أتربة النسيان زجاج النافذة في شتاء الصبي
ووردة بالروح تسمق
لا يراها تحمل على راحتيها السحاب
غير عيون ذلك البيت
من تلك النوافذ المفتوحة في دهشة الناظرين لمعراج النبي
بيت من الذكري
فوق جزيرة هاربة خلسة من المقدور
لحظة ماسية
فتبحر له الافىدة الأسيرة
بشغف من موات الأرض يقفز
حين لاح في المسيرة
طيفا فوق نبض الموج
بيت من الذكري
حط علي سطحه القمر تاجا من الألماس
وعلى ساعديه نزلت تشريفة من نجوم
تحرس من التفاف الليل بيتا علي البحر
هاربا من شاطىء المدن التي حدها الوقت
بسيف الموت وفرق بين اليابس الأصم الجلمود
وبين الموج الذي أحترف الإصغاء
والعزف الجماعي
والنوارس في نوبة الجناح صادحة
بيت من الذكري
تمطر أبوابه حشود من الاحبة تزرع الوردة
كيف من ظلمة القبور والموتي
حمله الموج
وهذه الوردة علي براق العطر تجتبي
كل محب من نسيمه السابح في دفق زفتي
هكذا تساءل الشجر الحاشد علي الشطان
والعشب الذي جلس ينظر في إمعان
حين أطرق الوقت خجلا
فسجدت علي اهداب اللحظة جفونه واغمض الزمان
بيت من الذكري إليه رنا المكان
حين استوحشتك
فالتقيتك يا أبي.
2018 10 31

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق