أربعون عاما
أفتّش عن دعوة أدَخرها لليلة القدر
كنت أدعو لأهلي
لجنَيّ المصباح كي يبارك مشاريعي الفاشلة
لحبيبٍ عٓلِقٓ في زحام الأقنعة
للصديقة التي احتفظت بي لحافاً ؛
تستعين به على أيام الصقيع ..
تراجعت عن كل هذا
يارب
أريد أن أعيش العمر أجمعني ذرة فوق ذرة
لا يعبأ بها الآخرون
لأموت كالجبل ..
لا أريد أن أفنى كعظام قاربٍ متهالكٍ
يبحث في أواخر أيامه عن مرافقٍ
بعدما اعتاد الناس ركوب الطائرات البوينج
فإن تذكروه
ألقوا على رأسه صناديق معونةٍ ؛
تذرف تعاطفاً رثاً واعتذاراً وحفاظات كبار السن ..
لا أريد أن أكون مثل جارةٍ عجوزٍ ؛
لم تعرف من الكتابة
إلا اسم زوجها على خاتم العرس
لكنها اعتلت منصة الشيب
لتنتشل أطفالها بعيدا عن طفح المجاري
وتُقلّد الجحود سبعين درعا
وطقطوقة ” ألزهايمر ”
ترسلها كل ليلةٍ إلى الله داعية :
” ياااارب”
يوم نزاع، و يوم وداع،
ويومٍّ للقاء ربي الكريم ” ”
علام النزاع أيتها البلهاء ؟
على الأثمال ؟
على جريدةٍ تسخّرينها لمطاردة المرايا المتسخة
والتحرش بعمود حظك اليوم ؟
على معدتكِ التي ارتضت بقايا التهاني والاعتذارات الباردة ؟ ”
على سجيّتكِ التي تختلس الشوق المزيف من الهواتف
وتشتري “تقاوي” التفاؤل من خطابات الحقوقيين ؟
النزاع قائمٌ الآن على كرمكِ
إذا ما جاء اللّحاد
ولم ينل واجب الضيافة
لا خبز عندكِ
والبط ولّى مذعورا عندما لوّح له حفيدكِ بإبرة الإنسولين للتحية
يارب
لا أريد أن أكونها
لا أريد أن يفتشوا مسرح الجريمة / عمري
فلا يجدون فيه إلا بصمات أصابعي
على شاشة جوّال معطل
وأزرار ” ريموت كونترول”
مسرحٌ ؛
يمثِّل فيه الجميع مشاهد الركض و اللهاث
بين إشارات المرور وسرادق الانتخابات
ثم يجعلونه متحفاً أنيقاً
ينتهي موعد زيارتهم له عند الثالثة عصرا
يارب
إن كان للنزاع بدٌّ
فليكن على لغتي
إذا ما جاء ملك الموت
يغرسها فسيلةً في طين غيمة
ويقبضني سريعا..!