شعر فصحى

نعيمة غربي تونس

نحن لا نكتب عنهم

* نحن لا نكتب عنهم *

كل ما في الأمر ..
حكاية الغياب تتماثل بالفصول
في تداخلها ..
لا الخريف بات متفرّدا بذواء الغصون
تساقط وجه الحقيقة
ما عادت الزهور وفية
في تعميد بهجة الربيع ..
حكاياتنا ملجأ لطمر التيه
لكسر جدار فراغ متشعب الحواس
كلّما تاهت عقارب الساعة
عن مواقيت ..
نأت عنها سبل الثبات
نكتب بشهية المرارة
العمر فيها .. وجبة خذلان
تلك الدروب ..
تغمرها الالتواءات
الصباحات تنوء أفكًا
تنأى عن رائحة الزيتون المنبعث من انفاس
تستهلك نصف الحقيقة
نحن لا نكتب لهم
نحتفظ بنصفهم مضادّا حيويّا ..
بعيدا عن متناول الفقد
نتناوله كلّما أصبنا بنزلة عُرْيٍ أو حمّى خيبات ..
لماذا ؟
كلّما احتمينا بالفراغ
واتخذنا من المنفى ملاذا آمنا
كذبنا .. تعرّينا أمام ظلالهم الضّاربة
بأنامل ذكرى خطت على بياض الورق الجائع
نكتب بأنفاسهم ..
الكتابة طقسا من طقوس استحضار الأرواح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق