شعر فصحى

فتحي مهذب تونس

فتحي مهذب

في المستشفى

في فمه غراب ..
يدنو من ضفة نسيانه
رويدا رويدا..
مثل لقلق فر من عضة تمثال..
يحاول اختلاس مفاتيح الجنة
من عيني ممرضة مشمسة..
انه لا يمشي بل يطير
مثل خفاش ..
تصغي اليه شجرة كاليبتوس..
يرتاح الموتى تحت ظلالها اللذيذة
يتقاسمون أياما هشة بالتساوي..
نقودا مزيفة عثروا عليها
بين شقوق جماجمهم..
العاشرة ليلا..
المستشفى هامد مثل جثة..
حارس بيت الأموات
في عطلة جسدية..
السماء مشغولة بعد نقودها المضيئة..
الصمت مدية قاطعة..
لم يزره سوى ملك الموت
مرتين..
على دراجة هوائية..
متأبطا اضبارة مسمارية..
واعدا اياه باقامة أبدية
في جزيرة نائية..
خالية من زئير الأضداد..
هكذا مثل طائر فينيق
ولد من رماده..
رمم روحه المنهكه..
هكذا أثث أياما حلوة
في الملكوت ..
وأقام جسرا من الضوء
لمعدنه البكر .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق