شعر فصحى
الاديب ربيع عقب الباب
كرهته
حيث كان علىّ أن أحبه
فلولاه ما كانت هزائمي
و لولاه ما صرت أنا بكل ضلالاتي
كان قيدا لم أرغب إزاحته
عالما استمرأت هذيانه
وغرقت في بئره سنين عددا
مطاردا حنيني لدلو
تأتي به صحاف سيارة
كلما طال الوقت
غشاني الوجد و استطابت الريح
فما انتبهت إلي بلوغ عطنه مكامن الرؤية
لم يكن هاهنا
و لا أدري أكان هنا صدفة
أم في شجون الليل شقيا يحن لفريسة
أم مختبئا في سنين تفصلنا مذ أشبعني حليب الذل
زرقة و انهزاما ؟
كنت أعرفه
و كالريح أغاضبه
آلاحق المدينة بآخر
لأكسر شعوذاتها البليدة
ونبوءات أساطينها الشاردة
و ظننت أني بالغ سماءها
ولم أر في أي أرض تركتني
حين وعيت حضوره
في تجني الغلظة
و انفراط جدائل الحكمة
في المواريث
على مذاهب الأب و العم و الخال و الحجر الدائر في ظلمة النفط وخبز النخالة
أشفقت علىّ
و أشفقت على الحائط من تصدعات رأسي
نزقي المحاصر بالحكايات و سير العطوف
و أساطير جدي الظامئة للشهادة
فغلقت عليه المواجع
وتسللت مني !
المدينة بغلة شقية
تجر عربة متهالكة
حمالة الحواة و بائعي الحظ
شوادر الأموات و الأحياء
الرجال الفحول القابضين على سرجها وسراجها
رجال الظل القابضين على المناسج و المغازل و الفؤوس
و الضائعين ما بين المساجد و الكنائس
و النازحين بنكبتهم
ليس كما رأيتها في الكتاب
وأناشيد الصباح
و كتب جدي التي تسيل فرقا على شرفته
خيول الطريق وحشية
و البغال تربكها الخديعة
فتغفو مفتوحة الجفون على أعتاب المتاجر
الكتاب يغرس شجر الحلم
في صبر المدينة النافق
فيشرقها شموسا تركض خلف السحب
و يشرق حبة الخردل فرحا يأتي على هزائمها
يلون بعثها
يأخذني إليها
حتى إذا افتضح أمرها
جردها من زيفها
أعادها لعهرها الموروث
تجر عربة متهالكة
و أعادني إليه
إلي ذاك الريفي الساكن بئري
ألف سنة بين الكتاب و المدينة
و اللغز يغلق أبوابه علىّ
فلا أراه
و لا أراني .. سوى غبار تلوكه الريح !