حديث اليد
فتحي قمري
1-
عن طائر حجل أحدّثكم
وصفوفٍ من الأشجار والغيوم
والحكايات التي تنتهي.
والذكرياتُ مازالت جمرتها تلتهب
كلّما حرّك الطائر منقاره
أو رفّ جناحه للسعة البرد
ودفءِ كفّ احتضنت رعشته.
2-
أحدّثكم
وأعرف أنّ الأمر لا يعنيكم بتاتا
فالطيور كالنساء
كالمقاعد الشّاغرة
كالريح التي تمشّط الطرقات
كالمدن البعيدة
تحتاج من يضمّ اسمها إلى صدره
ويجمع الزقزقة في قبضة لا تؤذيها
يحدّثها عن خوفه من نظرة السماء
وحين يضيق صدره بالآهة الخرساء
تنطق راحة يده
وتحدّثها.
3-
عن طائر حلّق في اتجاه لم يعده بالوصول
أحدّثكم
وشرفة ظلّت شاغرة كأنّ الشتاء جمّدها.
أنا
وصولي متأخّر كعادته
وكلّما أبكتني الليالي شرّدتُ في السماء عينّي
وانتظرت جناحا يأويني
ويجفّف ماء اليد.
4-
أنا المتأخّر دائما حتى في ندائي
مازلت أرتّب التفاصيل القديمة
وتقاليدَ الطّائر كلّما حدّثته
أو سقته أصابعي.
مازلت أحدّث ركني
عن الطّائر الذي كان يجعل الليل مثمرا
والصّباح انتظارا لذيذا لجلسة تحت الشمس.
مازلت أبحث عن نفس عميق
يفصل الروح عن جرحها
ويفكّ عزلة اليد.